وجماعة (^١) قومه إلى مَنْ وَقَعَ بالشام مِنْ قومِهم يخبرونَهم حالَهم، ويشكون إليهم غَلَبَةَ اليهود لهم (^٢)، وكان رسولهم الرَمَقْ (^٣) بن زيد بن امرئ القيس، أحد بني سالم بن عوف بن الخزرج، [وكان] (^٤) قبيحًا دميمًا، شاعرًا بليغًا، فمضى حتى قَدِمَ الشامَ على مَلِك مِنْ مُلوكِ غسان الذين ساروا من يثرب إلى الشام، يقال له: أبو جبيلة (^٥) [٥/أ] / / من ولد جفنة بن عمرو بن عامر (^٦)، وقيل:
_________
(^١) في (ج) و(د) سقطت كلمة (جماعة).
(^٢) في (ج) و(د): (عليهم) بدل (لهم).
(^٣) الرمق بن زيد بن امرئ القيس: شاعر جاهلي، واسمه عبيد بن سالم بن مالك بن سالم، وفي اللغة: الرَمَقْ: باقي النَّفس. الاشتقاق، ص ٤٥٦.
(^٤) في (ج) و(د): (وكان) قبل كلمة (قبيحًا)، وسقطت من نسخة (أ)، وهي مما يقتضيه سياق الكلام.
(^٥) أبو جبيلة: وخبر مالك بن العجلان إنما هو مع أبي جبيلة الغساني، حين استصرخت به الأنصار على اليهود، فجاء حتى قتل وجوهًا من يهود، والصحيح في اسم أبي جبيلة: جبيلة غير مكنى، ابن عمرو، بن جبلة، بن جفنة، وجفنة هو جد جبلة بن الأيهم، آخر ملوك بني جفنة، ومات جبيلة الغساني من علقة شربها في ماء وهو منصرف عن المدينة.
الروض الأنف ١/ ٣٥.
(^٦) جفنة بن عمرو بن عامر: جفنة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف، من أزد كهلان، أمير غساني، من قدماء الجاهليين، قيل إنه أول من تولى قيادة الغسانيين إلى أطراف الشام الجنوبية، وإليه ينسب أمراء الغساسنة، فيقال لهم: آل جفنة، وكانت عاصمتهم الجابية، من قرى الجولان (بين دمشق والمزيريب)، ثم امتد سلطانهم إلى تدمر وضفة الفرات شمالًا، بعد أن حكموا عبر الأردن ووادي اليرموك جنوبًا، وكان جفنة من الشجعان الأشداء، حارب الضجاعم (أمراء البلقاء وحوران)، وقهرهم، وبنى آثارًا كثيرة، وطالت مدته.
ونقل النويري أن مدة بني جفنة ٦١٦ سنة، إلى زمن عمر بن الخطاب، وجملة الذين ملكوا منهم ٣٧ ملكًا. بتصرف: الأعلام ٢/ ١٣١، ونهاية الأرب، للنويري ١٥/ ٣١١.
1 / 89