المملكة العربية السعودية
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
(١٢)
الدرة الثمينة في أخبار المدينة
تأليف
محمد بن محمود بن الحسن بن النجار
٥٧٨ - ٦٤٣ ه
دراسة وتحقيق
د. صلاح الدين بن عباس شكر
1 / 2
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ١٤٢٦ ه
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
البغدادي، محمد محمود
الدرة الثمينة في أخبار المدينة/ محمد محمود البغدادي؛ صلاح الدين شكر - المدينة المنورة، ١٤٢٦ ه
٥٧٦ ص، ١٧ X ٢٤ سم
ردمك: ٠ - ٧ - ٩٣٤٤ - ٩٩٦٠
أ- المدينة المنورة- تاريخ أ. شكر، صلاح الدين (محقق)
ب- العنوان ج- السلسلة
ديوي ٩٥٣.١٢٢ ... ١٥٧٣/ ١٤٢٦
رقم الإيداع: ١٥٧٣/ ١٤٢٦
ردمك: ٠ - ٧ - ٩٣٤٤ - ٩٩٦٠
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٢٧ ه - ٢٠٠٦ م
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 4
تقديم:
هذا الكتاب واحد من عطاءات أسلافنا المتميزة في موضوعه ومنهجه؛ فموضوعه مدينة رسول الله ﷺ، التي يطول الحديث عن قدسيتها ومكانتها في قلوب المسلمين، ومنهجه شمولي؛ يضم التاريخ، والجغرافيا، والخصائص، والتراجم، وشيئا من الحديث النبوي.
فتراه في بعض الأبواب يتتبع التاريخ البعيد للمدينة في مرحلة تأسيسها، ويعرض الروايات التي تناقلها الرواة والأخباريون - وربما القصاصون - عن الأقوام الذين واكبوا طفولتها، ويقفز إلى عصرها الذهبي في عهد النبوة، وينقل قدرا من أخباره ولا يتجاوزه، وكأنه أراد أن تبقى تلك الصورة المتألقة للمدينة في نفوس من يقرأ الكتاب، ويؤكد ذلك بالوقوف عند ما يسميه أهل السير بالخصائص؛ فيسوق الأحاديث والأخبار عن فضائلها، وحدود حرمها، ويتخذ من موضوع الحرم معبرا إلى الحديث عن أهم مواقعها، ويركز على ما ارتبط بالقداسة، أو ما ذكرت الروايات له فضائل خاصة؛ كالمسجد النبوي، ومسجد قباء، ويعرج على الآبار والأودية، ويعرضها بالأسلوب نفسه، ثم يفسح للعنصر البشري مكانا واسعا؛ فيخصه بباب يتحدث فيه عن أشهر الأعلام الذين عاشوا وتوفوا فيها من الصحابة والتابعين وتابعيهم.
ورغم أنه وقف في تاريخ الأحداث عند العهد النبوي؛ فإنه قد تجاوز في حديثه الجغرافي عن معالم المدينة إلى عصره، فوصف تلك المعالم رأي عين، وذرع معظمها بذراعه وشبره وقدمه؛ ليكون ما يكتبه عنها شاهدا موثقا، وساق معلوماته القديمة والجديدة عنها - وهي غير قليلة -، فاجتمعت في كتابته الصورة التراثية، وصورة عصره، وغلف ذلك كله بعاطفة إيمانية قوية، يحسها القارئ في باب وفصل.
1 / 5
ولكن كانت هذه العاطفة قد فتحت الباب لبعض الأحاديث الضعيفة، وبعض الروايات التي تنسب للقصاصين أكثر مما تنسب إلى المحدثين؛ فإن العذر الذي قدمه في مطلع كتابه لذلك هو بعده عن المصادر وقت كتابة مصنفه، واعتماده على الذاكرة، وهذا العذر بجمل من يتصدى لنشر الكتاب مسؤولية فرز الروايات والحكم على الأحاديث، وهذا ما حرص عليه المركز، ونهض به المحقق دون إفراط أو تفريط.
ولا شك أن تراثنا العلمي بعطوره، وعوالق عصوره؛ هو جزء من شخصيتنا، والجذور التي ترتبط بها معارفنا، من حقه أن ندرسه وننشره، وتقدمه للأجيال الحاضرة والقادمة؛ بمنهجية علمية سوية؛ فإن الأمة التي تنقطع عن جذورها تفقد أهم معالم شخصيتها، وتتردى فيما قاله رسول الله: «إن المنبت الا أرضأ قطع، ولا ظهر أبقى»
والمركز إذ يقدم هذا الكتاب - الذي طبع من قبل دون تحقيق منهجي - ليأمل أن تكون خطوته هذه رسالة إلى الناشرين والمهتمين بتراث المدينة المنورة؛ أن يحرصوا على خدمة هذا التراث بما يليق بمكانة المدينة وأهمية التراث، فيجتهدوا في خدمة النصوص وتدقيقا، وشرحا، وتعليقا، وفهرسة، فقدسية المدينة جديرة بهذه الخدمة، وتراثنا العلمي لا يجد التقدير الصحيح إلا بالعمل المنهجي الصادق، والله يحب «إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»
وهو ولي التوفيق.
د. عبد الباسط بدر
مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
1 / 6
مقدمة:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من والاه واتبع هداه وشرعه إلى يوم الدين.
عن أبي هريرة ﵁، عن النبي الله ﷺ أنه قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» (^١).
المدينة المنورة دار الإيمان، ومحضن المجتمع الإسلامي الأول، ومقر المسجد النبوي، الذي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام، ومثوى رسول الله ﷺ، يتطلع المسلمون في الآفاق لزيارتها والصلاة في مسجدها، والسلام على رسول الله ﷺ.
ومنذ القديم اهتم بها علماء المسلمين، فكتبوا عنها المؤلفات الكثيرة (^٢)، وتحدثوا فيها عن مكانتها وفضائلها، ووصفوا معالمها ومواقع أحداث السيرة
_________
(^١) متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، ح رقم ١٨٧٦، ص ٣٢٧، ومسلم في كتاب الإيمان ح ٢٣٣/ ١٤٧.
(^٢) من أقدم وأشهر من كتب وأرخ للمدينة المنورة؛ محمد بن الحسن بن زبالة، المتوفى عام تسع وتسعين ومئة، في كتابه أخبار المدينة، وقد تأثر به عدد كبير ممن جاؤوا بعده، وألفوا في تاريخ المدينة؛ فمنهم من تأثر بمنهجيته، ومن من تأثر بنتاجه العلمي.
ويأتي في طليعة من تأثروا بابن زبالة؛ تلميذه وراوية كتابه، الزبير بن بكار، المتوفى سنة ست وخمسين ومئتين، في كتابه أخبار المدينة.
وممن كتب وأرخ للمدينة النبوية؛ أبو زيد، عمرو بن شبة النميري البصري، المتوفى سنة اثنتين وستين ومئتين، في كتابه، تاريخ المدينة، متأثرًا بمنهجية ابن زبالة.
ومنهم الشيخ يحيى بن الحسن العلوي، المتوفى سنة سبع وسبعين ومئتين، في كتابه: أخبار المدينة، وهو من أصحاب أصحاب ابن زبالة، وممن عاصر ابن شبة ............. =
1 / 7
النبوية فيها، ومساجدها، وأعلامها، وتوالت هذه المؤلفات منذ بداية عهد التدوين حتى يومنا هذا، وما زالت تظهر وتحمل دراسات جديدة متنوعة.
_________
= والإمام أبو إسحاق إبراهيم الحربي، المتوفى سنة خمس وثمانين ومئتين، المنسوب له كتاب: المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، ولعله لتلميذه القاضي وكيع، كما تعرض لذلك الشيخ حمد الجاسر.
والعلامة المفضل بن محمد الجندي اليمني، المتوفى سنة ثمان وثلاث مئة، في كتابه: فضائل المدينة.
والإمام الحافظ القاسم ابن عساكر، المتوفى سنة ست مئة، في كتابه: الأنباء المبينة، عن فضل المدينة.
والإمام العلامة جمال الدين محمد بن أحمد المطري، المتوفى سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، في كتابه: التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة.
ومنهم: عبد الله بن محمد المرجاني، المتوفى سنة تسع وستين وسبع مئة، في كتابه: بهجة النفوس والأسرار، في تاريخ هجرة النبي المختار ﷺ.
والإمام زين الدين المراغي، المتوفى سنة ست عشرة وثمان مئة، في كتابه: تحقيق النصرة، بتلخيص معالم دار الهجرة، وقد أخذ واعتمد كثيرًا على كتاب ابن النجار: الدرة الثمينة في أخبار المدينة، وكتاب المطري: التعريف.
والإمام العلامة نور الدين علي بن أحمد السمهودي، المتوفى سنة إحدى عشرة وتسع مئة، في كتابه: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، وهو من أشهر المؤرخين في القرن العاشر الهجري، وهو من المؤرخين الذين تأثروا كثيرًا بمنهجية ابن زبالة.
ومنهم في القرن العاشر الهجري أحمد بن عبد الحميد العباسي، في كتابه: عمدة الأخبار في مدينة المختار.
والإمام قطب الدين النهرواني، المتوفى سنة ثمان وثمانين وتسع مئة، في كتابه: تاريخ المدينة.
والشيخ محمد كبريت، المتوفى سنة سبعين وألف للهجرة، في كتابه: الجواهر الثمينة في محاسن المدينة.
والإمام العلامة إسماعيل بن عبد الله النقشبندي الأسكداري، المتوفى سنة اثنتين وثمانين ومئة وألف للهجرة، في كتابه: ترغيب أهل المودة والوفا، في سكنى دار الحبيب المصطفى.
ومن المؤرخين المعاصرين الذين ألفوا في تاريخ المدينة المنورة:
إبراهيم بن علي العياشي، في كتابه: المدينة بين الماضي والحاضر.
وعبد القدوس الأنصاري، في كتابه: آثار المدينة.
وغالي محمد الأمين الشنقيطي، في كتابه: الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين ﷺ.
ود. صالح بن حامد الرفاعي، في كتابه: الأحاديث الواردة في فضائل المدينة.
ود. خليل إبراهيم ملا خاطر في كتابه: فضائل المدينة المنورة.
ود. عبد الباسط بدر في كتابه: التاريخ الشامل للمدينة المنورة.
1 / 8
ومن المؤلفات المتميزة التي ظهرت (كتاب الدرة الثمينة في أخبار المدينة) للإمام الحافظ المؤرخ محمد بن محمود النجار البغدادي، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة للهجرة، الذي نعرضه في هذا المبحث.
وقبل الغوص في لجة هذا الكتاب النفيس، ألقي الضوء على العصر الذي ظهر فيه، والذي عاشه المؤلف، وأعرض بإيجاز أحواله السياسية، والاجتماعية، والعلمية.
أ - الحالة السياسية في عصر ابن النجار:
ضعفت الخلافة العباسية منذ أواسط القرن الخامس الهجري، وتسلط كبار الوزراء والعسكريين على مقاليد الأمور، وغدت الخلافة - بتعاظم نفوذ البويهيين ثم السلاجقة - عباءة دينية واسعة، لها مكانة دينية في النفوس، وسلطتها الفعلية محدودة جدًا، تزيد وتنقص بقدر قوة شخصية الخليفة واهتمامه بشؤون الحكم، وبراعته في تحجيم المتنفذين حوله.
وكانت الولايات في الدولة العباسية الممتدة تحت سيطرة الأمراء الذين يحكمونها، ومعظمهم ممن سيطر عليها بالقوة، ولم يجد الخليفة بدًا من إقراره، وكانت علاقتهم بالخليفة تتحدد بثلاثة أمور، هي: الخطبة للخليفة وولي عهده، وضرب السكة باسمه، وإرسال بعض المال والهدايا السنوية إليه، ولكنهم بعد ذلك يتصرفون على هواهم، ويشعلون الحروب ويطفئونها، ويغزون إمارات ويوادعون أخرى بأهوائهم وتطلعاتهم.
وفي القرن الأخير من عمر الدولة العباسية، كانت الأحداث الكبرى تعصف بها من كل جانب؛ الغزو الصليبي الذي اجتاح الشام وفلسطين
1 / 9
واقترب من الموصل، والغزو التتري الذي عصف بعدد من الولايات الإسلامية الشرقية والشمالية، ثم انداح إلى عاصمة الخلافة وأسقطها سنة ٦٥٦ هـ في أسوأ مذابح شهدها التاريخ آنئذ.
وقد تولى الخلافة في هذه الفترة أربعة خلفاء عباسيون، هم: الناصر لدين الله، والظاهر بأمر الله، والمستنصر بالله، والمستعصم بالله.
أما الناصر لدين الله؛ فقد تولى الخلافة من (٥٧٥ هـ إلى ٦٢٢ هـ)، وهو أطول الخلفاء العباسيين حكمًا، يذكر المؤرخون له صفات شخصية رفيعة، منها حسن الخلق، والظرف، والاهتمام بالعلم إلى درجة الاشتغال به (^١)؛ حيث جمع عددًا من الأحاديث ورواها وأجاز بها عددًا من طلاب العلم، وأناب عنه من يجيز بها باسمه، وكان ابن النجار واحدًا ممن تلقى هذه الإجازة (^٢).
إلى جانب هذه الصفات؛ يذكر المؤرخون أنه كان سيئ السيرة، مائلًا إلى الظلم والعسف في الرعية، خربت في أيامه العراق؛ مما أحدثه من الرسوم وأخذ أموال الناس وأملاكهم، وكان يفعل الشيء وضده، وكان يرمي بالبندق، ويهوى الحمام، ويتشيع، بخلاف آبائه (^٣).
وأما الظاهر بأمر الله؛ فقد تولى الخلافة بعد أبيه الناصر (٦٢٢ - ٦٢٣ هـ)، ولكنه لم يعمر فيها سوى تسعة أشهر وبضعة أيام، حاول خلالها أن يصلح ما أفسده أبوه، فأوقف المكوس، وأعاد الأموال المصادرة، غير أن الأجل عاجله،
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٩، وتاريخ الخلفاء ٤٣٨ - ٤٤٩.
(^٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٨.
(^٣) الكامل ١/ ٤٥٢، وانظر أيضًا: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٢٠٠، وتاريخ الخلفاء، ٤٥١.
1 / 10
وتسلم الخلافة بعده ابنه المستنصر بالله (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ)، وامتدت خلافته قرابة سبع عشرة سنة، وكان محمود السيرة.
وبعد وفاته؛ بويع ابنه المستعصم بالله (٦٤٠ - ٦٥٦ هـ)، ولم تكن له قدرات الخليفتين السابقين في إدارة شؤون الحكم، فركن إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي الرافضي، الذي كان له دور كبير في سقوط الدولة العباسية؛ حيث راسل التتار، وأطمعهم بالقدوم إلى العراق، وأخفى الحقائق عن الخليفة، حتى أوقعه ضحية يدوسونه بالأقدام حتى الموت، ويجتاحون بغداد، ويعملون فيها القتل والنهب.
وقد عاصر ابن النجار ثلاث سنوات من حكم هذا الخليفة فقط، لذا فأَوْجَزُ ما نصف به الحياة السياسية في الفترة التي عاشها ابن النجار أنها تتسم بالقلق والاضطراب والحروب والتمزق.
ب - الحالة الاجتماعية:
بين الحياة السياسية والاجتماعية صلات قوية، وتأثير وتأثر؛ فالأوضاع السياسية المتردية تؤدي غالبًا إلى اضطراب الحياة الاجتماعية؛ حيث تظهر الأزمات الاقتصادية، وترتفع الأسعار، وتسوء العلاقات، وتشتد الفوارق بين فئات المجتمع، وينتشر الفقر والجوع في شرائح واسعة، وتظهر الأمراض والأوبئة، ويضطرب الأمن، وتكثر السرقات.
وقد شهدت بغداد وعدد من المدن هذه الحالات في القرن الأخير من العصر العباسي؛ مثل الغلاء الذي حصل في الموصل سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
1 / 11
وكانت هذه الحالات تظهر على فترات متقطعة، وتشتد لبعض الوقت، ثم تزول لتعاود الكرة بعد حين.
ولا يخفى أن لمثل هذا الوضع الاجتماعي أثرًا بالغًا على الناس بعامة، وعلى العلماء بخاصة، لكن من العلماء من استسلم للأمر الواقع، ومنهم من شمر للدعوة والإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ابن النجار واحدًا من هؤلاء؛ حيث ذكر في سيرته اهتمامه بأمور الناس، وتصديه للدعوة والإصلاح، رغم مشاغله العلمية.
ج - الحالة العلمية:
بالرغم من تفاقم الاضطربات السياسية، وكثرة الفتن والاختلافات، وتمزق الدولة العباسية، وما نتج عن ذلك من سوء الحالة الاجتماعية، وكثرة الجوع والأمراض والأوبئة، وعدم الأمن والاستقرار في كثير من الممالك والسلطنات الإسلامية كما تقدم، إلا أن الحالة العلمية كانت مزدهرة، يشجعها الخلفاء الذين عاصرهم ابن النجار؛ فقد اشتغل الناصر لدين الله أحمد أبو العباس في وسط خلافته برواية الحديث، واستناب عنه نوابًا في الإجازة والتسميع، وأجرى عليهم جرايات، وكتب للملوك والعلماء إجازات، وجمع كتابًا سبعين حديثًا، ووصل إلى حلب وسمعه الناس.
وأجاز الناصر لجماعة من الأعيان، فحدثوا عنه، منهم ابن سُكَيْنة، وابن الأخضر، وابن النجار، وقاضي القضاة ابن الدامغاني، وولي العهد، والملك العادل وبنوه، والشيخ محمود الزنجاني، والشيخ المقداد القيسي (^١).
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٧، تاريخ الخلفاء، ص ٤٥١.
1 / 12
يقول ابن النجار: شرفني الناصر بالإجازة، ورويت عنه بالحرمين، ودمشق، والقدس، وحلب، وبغداد، وأصبهان، ونيسابور، ومرو، وهمدان (^١)، وفي سنة إحدى وعشرين وست مئة بنيت دار الحديث الكاملية بالقاهرة بين القصرين، وجعل شيخها أبو الخطاب ابن دحية (^٢).
وقد روى الخليفة الظاهر بأمر الله أبو نصر الحديث عن والده بالإجازة، وروى عنه أبو صالح؛ نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي (^٣)، وهذا يدل على اهتمام الخلفاء في هذه الحقبة بالعلم والعلماء.
وبنى الخليفة المستنصر بالله أبو جعفر المدرسة المستنصرية، ورتب فيها الرواتب الحسنة لأهل العلم، كما بنى على دجلة من الجانب الشرقي مدرسة، ما بني على وجه الأرض أحسن منها، ولا أكثر منها وقوفًا، وهي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة، وعمل فيها مارستانًا، ورتب فيها مطبخًا للفقهاء، ومُزَمَّلة للماء البارد، ورتب لبيوت الفقهاء الحصر والبسط، والزيت، والورق، والحبر، وغير ذلك، وللفقيه بعد ذلك في الشهر دينارًا، ورتب لهم حمامًا، وهو أمر لم يسبق إلى مثله (^٤).
وقد بلغ ارتفاع وقوف المدرسة المستنصرية في العام نيفًا وسبعين ألف مثقال، وكان ابتداء عمارتها في سنة خمس عشرة وست مئة، وتمت في سنة إحدى
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٨.
(^٢) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٥٧.
(^٣) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٦٠.
(^٤) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٦١.
1 / 13
وثلاثين، ونقل إليها الكتب، وهي مئة وستون حملًا من الكتب النفيسة، وعدد فقهائها مئتان وثمان وأربعون فقيهًا من المذاهب الأربعة، وأربع مدرسين، وشيخ حديث، وشيخ نحو، وشيخ طب، وشيخ فرائض، ورتب فيها الخبز والطبيخ، والحلاوة والفاكهة، وجعل فيها ثلاثين يتيمًا، ووقف عليها ما لا يعبر عنه كثرة، وفتحت في رجب، يوم الخميس، وحضر القضاة والمدرسون والأعيان، وسائر الدولة، وكان يومًا مشهودًا (^١).
وقال ابن النجار: وبيعت كتب العلم في أيام الخليفة المستنصر بالله بأغلى الأثمان؛ لرغبته فيها، ولوقفها (^٢).
ولقد ختم القرآن آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله على ابن النيَّار، فأكرمه يوم الختم ستة آلاف دينار، واستجاز له ابن النجار المؤيد الطوسي، وعبد المعز الهروي، وسمع منه بها شيخه أبو الحسن ابن النيار، وحدث عنه.
وحدث عنه بهذه الإجازة في حياته الباذرائي، ومحيي الدين ابن الجوزي.
وقد حدث عنه بمراغة ولده الأمير مبارك (^٣).
وهكذا نرى ازدهار العلم والحياة العلمية، وتشجيع الخلفاء للعلماء، ومشاركتهم في ازدهار العلم، وبنائهم للمدارس، والإغداق بالإنفاق عليها.
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٦٣، وتاريخ الخلفاء، ص ٤٦٢.
(^٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٥٧.
(^٣) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٧٤.
1 / 14
ترجمة ابن النجار:
١ - اسمه ونسبه:
محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله البغدادي، المعروف بابن النجار (^١).
٢ - مولده:
ولد ليلة الأحد، الثالث والعشرين من ذي القعدة عام ثمان وسبعين وخمس مئة ببغداد (^٢)، وذكر ابن كثير أن ولادته كانت سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة (¬٣).
٣ - نشأته العلمية:
نشأ ابن النجار بدار عرفت بالعلم والتقوى، ويتبين لنا ذلك من ترجمته لأخيه من أبيه علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله النجار، أبو الحسن البزاز الأمين، أخي الأبوي: قرأ الفرائض والحساب حتى برع فيهما، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات، وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب، ويستخرج العويص من المسائل، من غير أن يكتب بيده شيئًا. ويقول:
_________
(^١) انظر: معجم الأدباء ١٩/ ٤٩ - ٥١، عقود الجمان في شعراء هذا الزمان، ٥٧١ - ٥٧٨، سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٣١، تاريخ الإسلام، ٢١٧، ترجمة ٢٦٠، الوافي بالوفيات ٥/ ٩، فوات الوفيات ٤/ ٣٦، طبقات الشافعي للسبكي ٨/ ٩٨، تاريخ الخلفاء، ص ٤٧٦، البداية والنهاية ١٣/ ١٩٩.
(^٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٣١، معجم الأدباء ١٩/ ٤٩، ترجمة ١٣، عقود الجمان في شعراء هذا الزمان، ص ٥٧١.
(^٣) انظر: البداية والنهاية ١٣/ ١٩٩.
1 / 15
علقت عنه كثيرًا من الحكايات والأناشيد والتواريخ، وكان هو الذي رباني، فإن والدي ﵀ توفي ولي سبع سنين، وكان يحملني معه إلى الجامع في أيام الجمعة وأيام العيدين، ويعلمني كيف أقول.
وحججت مع والدتي ولي تسع سنين، فكان أخي يأخذني على عنقه ويريني المناسك، ويطوف بي المشاهد، وكان يؤدبني، ويثقفني، وينبهني على معالي الأمور، جزاه الله عني خيرًا، فهو والدي وأخي.
وكان ﵀ قد جمع كتابًا جليلًا في الفرائض، ذكر فيه كل فريضة تقع في الدنيا، وقسمتها، وفقدته بعد موته، وذهب في جملة ما ذهب من ماله (^١).
ولقد أبدى ابن النجار ذكاءه ومقدرته في حفظ الحديث وعلم الأصول في سنواته المبكرة، وأول سماعه وله عشر سنين، وأول عنايته بالطلب وله خمس عشرة سنة (^٢).
وشرع في كتابه التاريخ وعمره خمس عشرة سنة، والقراءات، وقرأ بنفسه على المشايخ كثيرًا، حتى حصل نحوًا من ثلاثة آلاف شيخ، من ذلك نحو من أربع مئة امرأة، وتغرب ثمانيًا وعشرين سنة، ثم جاء إلى بغداد وقد جمع أشياء كثيرة (^٣).
أخذ ابن النجار شيئًا من علم العربية عن جماعة من النحاة البغداديين، كأبي بكر (المبارك بن المبارك الواسطي النحوي الضرير) (^٤)،،وأبي الحسن علي بن
_________
(^١) انظر: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١٩/ ٩٨ - ٩٩، ترجمة ٩١٥، ط ١، دار الكتب العلمية، بيروت.
(^٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١١، ترجمة ٩٨، ط ٩، مؤسسة الرسالة، بيروت، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٨/ ٩٩، ترجمة ١٠٩٣، طبعة دار إحياء الكتب العربية.
(^٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير ١٣/ ١٩٩، ط ٢، دار المعرفة، بيروت.
(^٤) ولد سنة ٥٣٤ هـ، وتوفي ٦١٢ هـ، وكان ثقة، وتكلم بلغات كثيرة. الكامل لابن الأثير ١٠/ ٣٦٧، سير أعلام النبلاء للذهبي ٢٢/ ٨٦.
1 / 16
المبارك بن بانويه النحوي (^١)، وأبي البقاء عبد الله بن الحسين النحوي العكبري (^٢)، وأبي الخير مصدق بن شبيب بن الحسين الواسطي (^٣).
ثم اشتغل بالحديث وكتابته، وسمع ببغداد في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، وهو أول سماعه، ثم طلبه بنفسه في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة، يقرؤه على أبي الفرج بن عبد الوهاب بن صدقة بن كليب الحراني (^٤)، وأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (^٥)، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سُكَيْنة البغدادي (^٦)، وأبي طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله بن المعطوش العطار (^٧)، وأبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف (^٨)، وعلى جماعة سواهم.
_________
(^١) ولد سنة ٥٤٣ هـ، قتل شهيدًا بأصبهان ٦٣٢ هـ، وهو واعظ، ومفتي شافعي المذهب. الكامل لابن الأثير ١٠/ ٦٤٨، سير أعلام النبلاء ١٩/ ٥٢١.
(^٢) ولد سنة ٥٣٨ هـ، وتوفي ٦١٦ هـ، وكان ثقة، صنف كتاب إعراب القرآن الكريم. مختصر تاريخ ابن الدبيثي، ص ٢١٤، وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ٩١.
(^٣) ولد سنة ٥٣٥ هـ، وتوفي سنة ٦٠٥ هـ، قرأ النحو على ابن الخشاب وعلى ابن الأنباري وابن العطار. مختصر ابن الدبيثي، ص ٥٣١.
(^٤) ولد سنة ٥٠٠ هـ، وتوفي ٥٩٦ هـ، وكان سماعه صحيحًا. مختصر ابن الدبيثي، ص ٢٧٨، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٥٨.
(^٥) ولد سنة ٥٠٩ هـ، وتوفي سنة ٥٩٧ هـ، له مؤلفات كثيرة في شتى العلوم. مختصر تاريخ ابن الدبيثي، ص ٢٣٧ - ٢٣٨، ترجمة ٨٦٤، سير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٦٥.
(^٦) ولد سنة ٥١٩ هـ، وتوفي سنة ٦٠٧ هـ، وكان ثقة. مختصر ابن الدبيثي، ص ٢٥٩، العبر ٣/ ١٤٥، شذرات الذهب ٥/ ٢٥.
(^٧) ولد سنة ٥٠٧ هـ، وتوفي سنة ٥٩٩ هـ، وكان يقظًا، فطنًا، صحيح السماع. مختصر ابن الدبيثي، ص ٣٣٣، سير أعلام النبلاء ٢١/ ٤٠٠.
(^٨) توفي سنة ٥٩١ هـ، كان صالحًا، خيرًا، يتقوت من عمله، وكان أميًا لا يكتب. مختصر ابن الدبيثي، ص ١٨٣، سير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٥٠، شذرات الذهب ٢/ ٣٠٦.
1 / 17
٤ - رحلاته العلمية:
لا تتوفر المعلومات الكاملة عن نطاق سماع ابن النجار خلال رحلاته، وتاريخ هذه الرحلات، إلا أننا نذكر ما توافر لنا من سماعه في بعض هذه الرحلات:
رحلته إلى الحجاز:
لقد حج ابن النجار حجته الأولى وهو صغير مع أخيه وأمه وعمره تسع سنوات، وذلك عام ٥٨٧ هـ كما تقدم.
وحج حجته الثانية في سنة ست وست مئة، وأقام في مكة والمدينة سنة سبع وست مئة، وسمع من إمام الحنابلة بالحرم الشريف نصر بن محمد بن علي، المعروف بالحصري (^١).
ويقول ابن النجار: كنت سمعت منه شيئًا يسيرًا في بغداد، وقرأت عليه كثيرًا أثناء إقامتي بمكة المكرمة، واستفدت منه كثيرًا، وسألته سؤالات، وكان من العلم والدين بمكان (^٢).
ويقول: لما دخلت مدينة النبي ﷺ، وأسعدت بزيارته، أقمت بها، فاجتمعت بجماعة من أهل الصلاح والعلم والفضل من المجاورين بها - وفقهم الله وإيانا لمرضاته -، فسألوني عن فضائل المدينة وأخبارها، فأخبرتهم بما تعلق في خاطري من ذلك، فسألوني إثباته في أوراق، فاعتذرت إليهم بأن الحفظ قد يزيد وينقص،
_________
(^١) ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وتوفي باليمن في بلدة المهجم سنة تسع عشرة وست مئة، وكان من حفاظ الحديث العارفين بفنونه، متقنًا، ضابطًا، ثقة، حجة، نبيلًا. ذيل تاريخ بغداد ٢١/ ١٨٢، ترجمة ١٨٧.
(^٢) سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٣، ترجمة ١١١، العقد الثمين للفاسي ٧/ ٣٣٢، ترجمة ٢٥٩٠.
1 / 18
ولو كانت كتبي حاضرة؛ كنت أجمع كتابًا في ذلك شافيًا لما في النفس، فألحوا عليَّ، وقالوا: تحصيل اليسير خير من فوات الكثير، وهذه البلدة مع شرفها قد خلت ممن يعرف من أخبارها شيئًا، ونحن نحب أن يكون لك بها أثر صالح تذكر به.
فأجبتهم لذلك؛ رجاء لبركتهم، واغتنامًا لامتثال أمرهم، وقضاء لحق جوارهم وصحبتهم، وطلبًا لما عند الله تعالى من الثواب بنشر فضائل دار الهجرة ومنبع الوحي، وذكر أخبارها، والترغيب في سكناها، والحث على زيارة المدفون بها صلوات الله عليه وسلامه، واستخرت الله ﷾، وأثبت في هذا الكتاب ما تيسر من ذلك بعون الله وحسن توفيقه، ثم إني ذكرت أكثره بغير إسناد؛ لتعذر حضور أصولي (^١).
رحلته إلى الشام:
دخل ابن النجار الشام من مكة المكرمة في سنة ثمان وست مئة، فقرأ بدمشق على أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي (^٢)، وابي القاسم الحرستاني (^٣)، وكتب بالإجازة عن أبي المواهب الحسن بن العدل أبي البركات هبة الله بن محفوظ بن صصرى (^٤).
_________
(^١) مقدمة ابن النجار في كتابه الدرة الثمينة في أخبار المدينة.
(^٢) ولد في سنة خمس مئة وعشرين، وتوفي في دمشق سنة ست مئة وثلاث عشرة، وكان ثقة في الحديث والقراءات. معجم الأدباء ٤/ ٢٢٢، ومختصر تاريخ ابن الدبيثي، ص ١٨٥ - ١٨٦.
(^٣) هو عبد الصمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الشافعي الحرستاني، من ذرية سعد بن عبادة ﵁، ولد سنة عشرين وخمس مئة، وتوفي سنة أربع عشرة وست مئة، مسند الشام، شيخ الإسلام، وكان إمامًا فقيهًا، ورعًا، صالحًا، محمود الأحكام. معجم البلدان ٢/ ٢٤١، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٨٠.
(^٤) ولد سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، وتوفي سنة ست وثمانين وخمس مئة، وثقه ابن الدبيثي في تاريخه، ص ١٦٧، سير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٦٤، شذرات الذهب ٤/ ٢٨٥.
1 / 19
رحلته إلى حلب:
وقدم إلى حلب بعد دمشق، فسمع بها أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي (^١)، وأبا محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي (^٢).
رحلته إلى الموصل:
سمع في الموصل من الشيخ المقرئ أبي الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي السَّفَّار (^٣).
رحلته إلى تكريت:
وسمع في تكريت من يحيى بن سعد الله بن حسين بن أبي تمام التكريتي، أبو الفتوح بن أبي السعادات (^٤).
رحلته إلى هراة
وسمع في هراة من مسند خراسان حافظ الدين أبي روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي البزاز الصوفي (^٥).
_________
(^١) توفي في حلب سنة ست عشرة وست مئة، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام العلامة كبير الحنفية. سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٩٩، العبر ٣/ ١٧٠، شذرات الذهب ٥/ ٦٩.
(^٢) ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وكان له فهم ومعرفة وعناية تامة بالحديث. سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٠٣، شذرات الذهب ٥/ ١٠٨.
(^٣) مات في جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وست مئة، وله مئة سنة وسنة. مختصر ابن الدبيثي، ص ٣٨، ترجمة ١٢٧، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٥٩، ترجمة ١٠٦.
(^٤) ولد سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في محرم سنة ثمان عشرة وست مئة بتكريت، عمل بتكريت دار حديث، أجمع أهل بلده على صلاحه والثناء عليه. مختصر ابن الدبيثي، ترجمة ١٤٥٥، ص ٣٨١، شذرات ٤/ ٢٥٥، النجوم الزاهرة ٦/ ٦٦.
(^٥) ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة بهراة، قال الضياء: قتله الترك في ربيع الأول سنة ثماني عشرة وست مئة، قال الذهبي عنه: الشيخ الجليل الصدوق. سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١١٤، العبر ٣/ ١٧٧، شذرات ٥/ ٨١.
1 / 20
رحلته إلى أصفهان:
سمع في أصفهان من أصحاب أبي بكر محمد بن علي بن أبي الذر الصالحاني (^١)، وإسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد السراج (^٢)، وغانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد، الشيخ أبو القاسم الأصبهاني التاجر (^٣)، وزاهر بن طاهر بن محمد بن أحمد النيسابوري الشحامي المستملي الشروطي الشاهد (^٤).
رحلته إلى نيسابور:
ثم رحل إلى نيسابور، فسمع بها من المؤيد بن محمد بن علي الطوسي (^٥)، وأبي بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار (^٦)، وزينب بنت عبد الرحمن
_________
(^١) ولد سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة، وتوفي سنة ثلاثين وخمس مئة، قال الذهبي: الشيخ الصدوق، مسند وقته. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٥٨٥، شذرات ٤/ ٩٦.
(^٢) ولد سنة ستة وثلاثين وأربع مئة، وتوفي سنة أربع وعشرين وخمس مئة، قال الذهبي: الشيخ لأمين، والمسند الكبير، وثقه أبو طاهر السلفي. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٥٥٥، ترجمة ٣٢٢، تاريخ الإسلام ٤/ ٢٥٥، شذرات الذهب ٤/ ٦٨ - ٦٩.
(^٣) ولد سنة اثنتين وخميس وأربع مئة بأصفهان، وتوفي في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، قال السمعاني: كان سديدًا، ثقة، مكثرًا. سير أعلام النبلاء ٢٠/ ١٠٠، ترجمة ٦٠، تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٨٣.
(^٤) ولد سنة ست وأربعين وأربع مئة، مات في نيسابور في عاشر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، قال الذهبي عنه: الشيخ العالم المحدث المفيد المعمر، مسند نيسابور. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ١٧/ ٣٣٦ - ٣٣٧، ترجمة رقم ٤٠٤٨، وسير أعلام النبلاء ٢٠/ ٩، ترجمة ٥، البداية والنهاية لابن كثير ١٢/ ٧١٩.
(^٥) ولد سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وتوفي سنة سع عشرة وست مئة، قال الذهبي عنه: الشيخ الإمام المقرئ المعمر. وفيات الأعيان ٥/ ٣٤٥، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٠٤، ترجمة ٧٦.
(^٦) ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، واستشهد في سنة سبع عشرة وست مئة، قال الذهبي: الإمام الفقيه المسند الشافعي، مفتي خراسان. سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٠٩، ترجمة ٧٨، شذرات الذهب ٥/ ٨١.
1 / 21