ويمتنعونَ بِهِ مِمَّنْ سواهم، فتعاقدوا وتحالفوا] (^١)، واشتركوا وتعاملوا، فلم يزالوا على ذلك زمانًا طويلًا، وأَمِرَتِ (^٢) الأوس والخزرج، وصار لهم مال وعدد، فَلَمَّا رأَتْ قُرَيْظةُ والنضيرُ حالَهم، خافوهم أَنْ يغلبوهم على دورهِم وأموالِهم، فتنمروا (^٣) لهم، حتى قطعوا الحلف الذي كان بينهم، وَكَانَتْ قُرَيْظةُ والنضير أعَدَّ وأكثر (^٤)، فأقامت الأوس والخزرج في منازلِهم وهم خائفون أن تجليَهم (^٥) يهود، حتى نَجَمَ منهم مالكُ بنُ العَجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج// (^٦).
ذِكْرُ قتل يهود واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة:
١٦ - قالوا: // ولمّا نَجَمَ مالكُ بنُ العجلان (^٧) سَوَّده الحيان عليهما، فَبَعَثَ هو
_________
(^١) سقط من (د) ما بين المعكوفتين.
(^٢) أمرت بكسر الميم: زادت وكثرت، وفي (ج) و(د): (أَثْرَتْ) بدل (أمرت)، وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي، ص ٣٤٤: كثر وتم. مادة (أَمِرَ).
(^٣) في (د): (فتمردوا) بدل (فتنمروا).
(^٤) في (ج): (أعدوا وأكثروا).
(^٥) في (ج) و(د): (تخطفهم) بدل (تجليهم).
(^٦) تخريج الأثر رقم (١٥): ذكر ذلك:
ابن زبالة في أخبار المدينة، ص ١٧١ عن مشايخه من أهل المدينة.
المغانم المطابة، للفيروزآبادي ١/ ٢١٤.
(^٧) ومالك بن العجلان الخزرجي: سيد الخزرج والأوس في زمانه بالمدينة (يثرب) في الجاهلية، اشتهر بحربه مع بني عمرو بن عوف، وما كان بعدها في خبر طويل، أورده صاحب الأغاني، وكان شاعرًا، وكان إذا حارب تنكر وغير لباسه، لئلا يعرفه خصومه فيقصدوه، وهو الذي أذل اليهود للأوس والخزرج، وكان معاصرًا لأحيحة بن الجلاح. الاشتقاق: ص ٤٥٨. الأعلام، للزركلي ٥/ ٢٦٣.
1 / 88