وقد حققت الأيام ما توقعته وسمحتم لأحد محرري الصباح أن يثير الظنون حول ليلاي، شفاها الله.
على أنني أرى من الإنصاف أن أنص على أن صديقكم (محمد) كان أكرم من صديقكم (خلدون) الذي يكتب في جريدة الأهرام ويسمر مع (الشناوي) في بار اللواء.
فصديقكم (محمد) يرتاب في غراميات زكي مبارك لأن الذي يؤلف كتاب النثر الفني لا يتسع وقته للغراميات، وأنا والله أخشى أن يجيء ناس فيزعموا أن كتاب النثر الفني من تأليف الدكتور طه حسين، ولن يكون هذا غريبا، فقد نشرت عدة مجلات أن كتاب (الأخلاق عند الغزالي) من تأليف الدكتور منصور فهمي، وقد يقول ناس فيما بعد إن كتاب (التصوف الإسلامي) من تأليف الأستاذ مصطفى عبد الرازق، فالذي صنعه صديقكم (محمد) كان من الكرم والنبل، أكرمه الله ورعاه.
ولكن تعالوا فانظروا ماذا صنع الأستاذ خلدون:
قدمت إليه نسخة من كتاب (ذكريات باريس) وهو كتاب تعرفون قيمته الأدبية والاجتماعية، وتعرفون أنه كان الطليعة للمؤلفات التي نشرت بعد ذلك عن باريس ولندن وبرلين.
فهل تذكرون ما صنع ذلك الصديق؟ هل تظنون أنه أدى واجب النقد الأدبي نحو كتاب كان ولا يزال أجمل ما خط كاتب في وصف باريس؟
لم يصنع شيئا من ذلك، وإنما قال إن ذلك الكتاب يشهد بأن زكي مبارك كانت له غراميات في باريس، وزكي مبارك دميم الوجه فلا يعقل أن تكون له غراميات.
وأنا يا صديقي أعترف بأني لست مخلوقا جميلا، وإن كانت ليلى تراني أجمل إنسان، ولكني أنكر أن يكون وجهي دميما جدا، إنما الوجه الدميم جدا هو وجه الأستاذ خلدون الذي يعد بحق جاحظ هذا الزمان.
وقد فكرت مرات في أن أقترح على نقابة الصحافة - وكانت موجودة يومئذ - أن تشتري وجها للأستاذ خلدون، ثم عدلت عن هذه الفكرة، لأن صديقي وصديقكم خلدون يتلألأ وجهه بالجاذبية، وإن زعم ناس أن دمامة وجهه لا تطاق، والعياذ بالله.
ليس لي غراميات، لأني ألفت كتاب النثر الفني، كذلك يقول الأستاذ محمد، ليس لي غراميات، لأني دميم الوجه، كذلك يقول الأستاذ خلدون.
Shafi da ba'a sani ba