وأنا والله راض بحكم هذين الصديقين.
ولكن ماذا صنعتم في إنصافي؟
أنا بشهادتكم جميعا من كبار المؤلفين، وبشهادتكم جميعا لا أصلح للغراميات.
فما الذي يمنع وهذه حالي من أن أكون مدير الجامعة المصرية أو شيخ الأزهر الشريف.
إن مقامي في التأليف أعظم من مقام لطفي باشا والشيخ المراغي، فليس لأحدهما كتاب يشبه كتاب «النثر الفني»، ولطفي باشا أجمل مني، على أرجح الأقوال، أما الشيخ المراغي فله ابتسامة عذبة تحدثت عنها مرات في مقالاتي بجريدة البلاغ.
حدثوني ماذا صنعتم في إنصافي، أيها الجاحدون؟!
أتحسبون أني أقبل العيش في الدنيا بلا غرام وبلا مجد؟ هيهات، هيهات!
أنا أعرف السبب فيما يغيظ بعض الناس من غرامياتي، هم يرونني أبتدع فنا جديدا في اللغة العربية، ويرون أنني انتهبت منهم جماهير القراء، ويعرفون أنني الكاتب الوحيد الذي يتلقى من قرائه نحو سبعين رسالة في كل أسبوع، فهم يقولون بلسان الواعظ الكذاب: احترس يا دكتور زكي فأنت تسوئ سمعتك بهذه الغراميات، وأنت تضيع المستقبل الذي ينتظرك في وزارة المعارف.
وكنت والله مستعدا لقبول هذه النصائح الغالية، ولكن هل أنصفني هؤلاء الناصحون وقد كنت بلا جدال أعظم المؤلفين في علم الأخلاق؟
أحب أن أعرف من هم الناس الذين يستحقون أن أصطنع في معاملتهم مذاهب الرياء؟
Shafi da ba'a sani ba