أهدي له دوحها المخضود منشئها ... داعيه عبد المجيد الخالدي الخاني فأمر الباشا بطبعها على نفقته فطبعت في مصر أيضا سنة (1308) وقد تأنق المترجم عليه الرحمة في تأليف هذا الكتاب وأبدع في ترصيع تراجمه وترتيبه بما يبهج الألباب وتعالى في الأوصاف والألقاب على طريقة بلغاء الكتاب، ولما اطلع على هذا الكتاب الشيخ أسعد ابن الشيخ محمود الصاحب شقيق حضرة الشيخ خالد قدس سره ولم ير فيه تعرضا لترجمة والده لا في خلفاء أخيه ولا في موضع آخر، أكبر ذلك وبدأ ينقب على المترجم وينكر خلافة جده من عمه الشيخ خالد ثم استعان بمن ألف له كتابا في ترجمة والده الصاحب وعرض في الخلال للحدائق وأعرض عن زيارة شيخنا والد المترجم بعد ما كانا يتزاوران وسعى بعض الفضلاء في أن يصلح بين شيخنا والشيخ أسعد المذكور فلم يقبل شيخنا، وقال: لا فائدة في ذلك، ولم يزالا مصرين على الهجران حتى فرق بينهما الحمام، عفا المولى عن الجميع إنه القريب السميع.
ومن بدائع منظوماته قوله مطلع قصيدة في مدح الأمير الخطير السيد عبد القادر الحسني الجزائري:
خليلي ما للناس عندي وماليا ... إذا في الهوى أنفقت عمري وماليا
وقالوا الهوى صعب المراس وأرجفوا ... بأني على السلوان ألقى المراسيا
فيا ليت قومي يعلمون بخلتي ... وإن قدروا فليصحبوا القلب خاليا
سلا جيرة الوادي المقدس هل سلا .... فؤادي أو أمسى من الشوق خاليا
معاذ الهوى أن يخطرن بخاطري ... سلو أو الإرجاف يرجف باليا
Shafi 71