السّني، والإملاك السّني فِي أُخْته، الْحرَّة الجليلة الطاهرة [المعظمة السعيدة] إبنة وَالِده، مَوْلَانَا أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد، وصل الله [لَهما عوايد] الْيمن والسعد، وَعرفهَا فِي انتقالها أَضْعَاف مَا عَرفته، من منشإ الْمجد، إِيجَابا حالفته السُّعُود، وأنجزت لَهُ الآمال الوعود، وَأسسَ بُنْيَانه، على تقوى من الله ورضوانه، الَّذِي تؤسس عَلَيْهِ الْعُقُود الدِّينِيَّة والعهود، فَعرف الرييس الْأَجَل، أعزه الله، قدر هَذِه النِّعْمَة، الَّتِي لَا تقاس بهَا النعم، إِلَّا وترفعت عَن أجناسها، وَخرجت عَن حكم قياسها، وتلقاها بِمَا يجب من الشُّكْر الَّذِي يُقَابل جلايل النعم، وتستزاد بِهِ عوارف الْكَرم، وانعقد بَينهمَا الإملاك السعيد، فِي الْحرَّة [الجليلة] المخطوبة [الْمُسَمَّاة] على صدَاق أوجبت السّنة، تعْيين مقدمه وتاليه، وتبيين نَقده وكاليه، وأجرى قبُوله الْمقَام الْكَرِيم اليوسفى، حرس الله لَهُ أَسبَاب معاليه، [فَجرى رفده الذى يصله، وإحسانه الذى يواليه]، مبلغه مَا بَين نقد حَاضر، وكالي مستأخر ألفا دنير، إثنان من دَنَانِير الذَّهَب الْعين، وَكَذَا وَكَذَا. على هَذَا انْعَقَد النِّكَاح، وَتمّ بِسَبَبِهِ وكمل. وَلَو كَانَ [هَذَا الْقدر يكافي]، مِقْدَارًا، أَو يوازي منصبا ملوكيا ونجارا، لم يكن لهَذَا المنصب فِي عرُوض الدُّنْيَا ونقودها، على اخْتِلَاف أقطارها، وتباين حُدُودهَا، مَا يكافي قدرا، ويوفي مهْرا. لَا كنها سنة الْإِسْلَام، واقتفاء مَذَاهِب الشَّرْع الْوَاضِحَة الْإِعْلَام، وسبيل الْعُقُود الشَّرْعِيَّة، فِيمَا يَخُصهَا من الْأَحْكَام. وَتَزَوجهَا بِكَلِمَة الله الَّتِي علت على جَمِيع
1 / 89