مجده. فَإِنَّهُ نَشأ والعفاف يظله، وَالْمجد ينهله ويعله، وَالطَّهَارَة تضفي عَلَيْهِ، سوابغ أذيالها، والآصالة تورده عذب زلالها، [والسعادة] تَأْخُذ بضبعيه صعدا وتفسح لَهُ من بُلُوغ الآمال مدا، لم يعلق بأثواب شبيبته مَا يريبها ويشينها، وَلَا تلبس بِمَا يُنَافِيهِ فَضلهَا ودينها، وأسندت إِلَيْهِ الْولَايَة فسلك فِيهَا سيرة الْعدْل، وتحلى بحلى النزاهة وَالْفضل، وَإنَّهُ أعزه الله، ترقت إِلَى الْغَايَة القصوى آماله، وَانْفَسَحَ لَهُ فِي التمَاس الْعِزّ الأقعس مجاله [من الشّرف الْعد]، وتشوفت نَفسه إِلَى إِحْرَاز الْوَسِيلَة، الَّتِي لَو طمعت فِيهَا الْكَوَاكِب الزهر، لتزحزت عَن مراكزها استلطافا، وهشت من آفاقها، استنزالا واستعطافا. وَسَأَلَ الله أَن يكيف لَهُ من الْمقَام اليوسفي، مصاهرة [يزِيد بهَا فخره] العالي أضعافا. فَوَافَقت دَعوته من الله إِجَابَة، ووافقت رغبته من خَلِيفَته [اسعافا] وأجابه، وَمَا برح يستخير الله [سُبْحَانَهُ] وَنعم المستخار، ويمد يَد الضراعة إِلَيْهِ، وَالله يقْضِي مَا يَشَاء ويختار. وَعرض على [الْمقَام] المقتدى بالرسول الَّذِي خطب إِلَيْهِ، صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه عَلَيْهِ، مَا تَوَجَّهت إِلَيْهِ آماله، وتوسل بالقربى، الَّذِي يتوسل بهَا أَمْثَاله. فَلَمَّا اتَّصَلت رغبته، وانثالت وتمادت وتوالت، وورى بالسعادة زنده، وخفق بالظفر بنده، وَرَأى مَوْلَانَا [أيده الله وأعز نَصره وَأَعلاهُ] أَن وصل سَببه، وزكى حَسبه، وأوضح فِي الإنعام عَلَيْهِ مذْهبه، وَأوجب لَهُ الْعَهْد
1 / 88