قِيَاسه. مَوْلَانَا وعمدة ديننَا ودنيانا، الْوَاحِد المعدول بآلاف الْمُلُوك الصَّيْد، درة السلك، وَبَيت القصيد، الْجَامِع لما تفرق من محَاسِن الدَّهْر، كفو الْخلَافَة، المليء لَهَا بِالْمهْرِ، ذِي الْعَزْم الأمضى، وَالسَّعْي الأرضي، والسياسة الَّتِي أقرَّت الْعُيُون المرهى، والنفوس المرضى، الشهير الْحلم والأناة فِي [معمور الأَرْض شرقه وغربة] الميمون النقيبة، فِي سلمه وحربه، والمصنوع لَهُ فِي أعدايه، عناية من ربه، أَمِير الْمُسلمين أَبُو الْحجَّاج يُوسُف، أبقاه الله، وأيامه عَن غرر السعد سافرة، وأقسامه من النَّصْر وَالْفضل وافرة، وكتايبه ظَاهِرَة ظافرة، والحوادث عَن مقَامه، شاردة نافرة. فَمن لَهُ مجد كمجد هَذِه الدولة، الَّتِي لَهَا الْفَخر الْحقيق، وَالنّسب الصَّرِيح العريق، وَالسَّبَب المتين الوثيق، واقتدى بِهَذِهِ الشَّجَرَة النصرية الشماء، الَّتِي أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء. فروعها من الْأَقَارِب والرؤساء، فَكَانُوا نجوما أمدتهم شمسها المنيرة، بالثناء والسناء، فَلم يألوا فِي الاهتداء بهم والاقتداء فضلا منشور اللِّوَاء، وعدلا مديد الأنباء، ومجدا كريم الْأَبْنَاء، وجهادا قامعا للأعداء [يقوم مِنْهُم الْأَبْنَاء فِي ذَلِك بِحُقُوق الْآبَاء]، ويتوارثون كَابِرًا عَن كَابر، مذخور ذَلِك الْعَلَاء، فَأَصْبحُوا صوارم جلادها، وولاة بلادها، وظهراء سلطانها، وزين أوطانها، حفظ الله عَلَيْهِم، من عز هَذِه الإيالة النصرية اليوسفية، مَادَّة سعدهم، وعنصر مجدهم، وَإِن من أفضل من أنجبته هَذِه الْبيُوت الرياسية، من أبنايها، الرييس الكذا الكذا [أبي فلَان]، وصل الله سعده، وحرس
1 / 87