فِي الملايم، وشنت الغارات على حمص، فجللت خَارِجهَا مغارا، وكست كبار الرّوم بهَا صغَارًا، وأحجرت أبطالها إحجارا، واستاقت من النعم مَا لَا يقبل الْحصْر استبحارا، وَلم يكن إِلَّا أَن عدل الْقسم، واستقل [بِالْقبُولِ الْعَزِيز]، الرَّسْم، ووضح من التَّوْفِيق الوسم. وَكَانَت الْحَرَكَة إِلَى قَاعِدَة جيان، قيمعة الظل الْأَبْرَد، ونسيجة المنوال الْمُفْرد، وكناس الْقَيْد الخرد وكرسي الْإِمَارَة وبحر الْعِمَارَة، ومهوى هوى الْغَيْث الهتون، وحزب التِّين وَالزَّيْتُون، حَيْثُ خَنْدَق الْجنَّة الْمَعْرُوف، تَدْنُو لأهل النَّار مجانيه، وتشرق بشواطي الْأَنْهَار إشراق الأزهار وزهر مبانيه، والقلعة الَّتِي تختمت بنان شرفاتها بخواتم النُّجُوم، وهمت من دون سحابها الْبيض سحايب الْغَيْث السجوم، والعقيلة الَّتِي أبدى الْإِسْلَام يَوْم طَلاقهَا، وهجوم فراقها، سمة الوجوم [لذَلِك الهجوم فرمتها الْبِلَاد الْمسلمَة بأفلاذ أكبادها الوادعة، وأجابت مُنَادِي دعوتك الصادقة الصادعة وحيتها بالفادحة البارعة]، فغصت الرِّبَا والوهاد بِالتَّكْبِيرِ والتهليل، وتجاوبت الْخَيل بالصهيل، وانهالت الجموع [المجاهدة فِي الله]، انهيال الكئيب المهيل، وفهمت النُّفُوس المجاهدة فِي الله حق الْجِهَاد، مَعَاني التَّيْسِير من رَبهَا والتسهيل، وسفرت الرَّايَات عَن المرأى الْجَمِيل، وأربت المحلات المسلمات على التأميل. وَلما صبحتها النواصي الْمُقبلَة الْغرَر، والأعلام المكتتبة الطرر، برز حاميتها مصحرين، وللحوزة المستباحة مستنصرين، وكاثرهم من سرعَان الْأَبْطَال رجل
1 / 74