الْعَدو، وتواصل فِي [مرضاة الله و] مرضاتك الرواح والغدو. ثمَّ كَانَ الْغَزْو إِلَى مَدِينَة إطريرة، بنت حَاضِرَة الْكفْر إشبيلية، الَّتِي أظلتها بالجناح السَّاتِر. وأنامتها فِي ضَمَان الْأمان للحسام الباثر. وَقد وتر الْإِسْلَام من هَذِه المومسة البايسة، فوتر الواتر، وأحفظ مِنْهَا بَادِي الوقاح المهاتر، لما جرته على أسراره من عمل الخاتر الخاتر، [حسب الْمَنْقُول المقبول لَا بل الْمُتَوَاتر]، فطوى إِلَيْهَا الْمُسلمُونَ المدا النازح، وَلم يشك الْمطِي الروادح، وَصدق الْجد جدها المازح، وخفقت فَوق أوكارها أَجْنِحَة الْأَعْلَام، وغشيتها أَفْوَاج الملايكة المسومة، وظلل الْغَمَام، وصابت من السِّهَام ودق الرغام، وَكَاد يَكْفِي السَّمَاء على الأَرْض ارتجاج جوانحها بِكَلِمَة الْإِسْلَام، وَقد صم خَاطب عروس الشَّهَادَة، عَن الملام، وسمح بالعزيز المصون، فَبَايع الْملك العلام، وَتكلم لِسَان الْحَدِيد الصَّامِت، وَصمت إِلَّا بِذكر الله لِسَان الْكَلَام، وَوقت الأوتار بالأوتار وَوصل بالخطا ذرع الْأَبْيَض البتار، وسلطت النَّار على أَرْبَابهَا، وَأذن الله فِي تبار تِلْكَ الْأمة وتبابها، ونزلوا على حكم السَّيْف آلافا. بعد أَن أتلفوا بِالسِّلَاحِ إتلافا، واستدعيت الْمُقَاتلَة كثافا، ونزلوا فِي الجول أكتافا أكتافا، وحملت العقايل والخرايد والولدان والولايد، إركابا من فَوق الظُّهُور وإردافا، وأقلت مِنْهَا أفلاك الحمول بدورا تضيء من ليَالِي المحاق أسدافا، وأمتلأت الْأَيْدِي من الْمَوَاهِب والغنايم، بِمَا لَا يصوره حلم النايم، وَتركت العوافي تتداعى إِلَى تِلْكَ الولايم، وتتفتك من مطامعها
1 / 73