فَلم تف بِمَا حَلَفت، وَلم تحصل النَّفس من تِلْكَ الْمعَاهد ذَات الشّرف الأمثل، إِلَّا على التَّمْثِيل، وَلَا من المعالم الملتمسة التَّنْوِير، إِلَّا على التَّصْوِير، مهبط وَحي الله، ومتنزل أسمايه، ومتردد ملايكة سماية، ومرافق أوليائه، وملاحد خيرة [أَصْحَاب] أنبيائه، رَزَقَنِي الله الرضى بقضايه، وَالصَّبْر على جاحم الْبعد ورمضايه.
من حَمْرَاء غرناطة [حرسها الله] دَار ملك الْإِسْلَام بالأندلس، قاصيه سبلك، ومسلحة رجلك، يَا رَسُول الله وخيلك، وأنأى مطارح دعوتك، ومساحب ذيلك، حَيْثُ مصَاف الْجِهَاد، فِي سَبِيل الله وسبيلك، قد ظللها القتام، وشهبان الأسنة أطلعت مِنْهُ الإعتام، وأسواق بيع النُّفُوس من الله، قد تعدد لَهَا الأيامي والأيتام، حَيْثُ الْجراح قد تحلت بعسجد نجيعها النحور، وَالشُّهَدَاء تحف بهَا الْحور، والأمم الغريبة، قد قطعتها عَن المدد البحور، حَيْثُ المباسم المفترة، تجلوها المصارع الْبرة، فتجيبها بالعدا ثغور الأزاهر، وتندبها المفترة، تجلوها المصارع الْبرة، فتجيبها بالعدا ثغور الأزاهر، وتندبها صوادح الأدواح، برنات تِلْكَ المزامر، [وتحلى السَّحَاب أشلاؤها المعطلة من طلها بالجواهر] حَيْثُ الْإِسْلَام من عدوه المكايد بِمَنْزِلَة قَطْرَة من عَارض غمام، وحصاة من نثير أَو سمام، وَقد سدت الطَّرِيق، وَأسلم للفراق الغريق، وأغص الرِّيق، ويئس من السَّاحِل الغريق. إِلَّا أَن الْإِسْلَام بِهَذِهِ الْجِهَة المستمسكة بِحَبل الله وحبلك، المهتدية بأدلة سبلك، سَالم وَالْحَمْد لله من الانصداع، محروس بِفضل الله من الابتداع، مقدود من جَدِيد الْملَّة، مَعْدُوم فِيهِ وجود الطوايف المضلة، إِلَّا مَا يخص الْكفْر من هَذِه الْعلَّة، والاستظهار على جمع
1 / 68