الْكَوَاكِب الزهر، وتتردد بَين السِّرّ والجهر، وتستغرق سَاعَات النَّهَار، وَأَيَّام الشَّهْر، وتدوم بدوام الدَّهْر، من عبد هداه، ومستقري مواقع نداه، ومزاحم أنصاره فِي منتداه، وَبَعض سهامه المفوقة إِلَى [نحور] عداهُ، مُؤَمل الْعتْق من النَّار بِشَفَاعَتِهِ، ومحرز طَاعَة الْجَبَّار بِطَاعَتِهِ، الآمن باتصال رعيه، من إهمال الله وإضاعته، متخذ الصَّلَاة عَلَيْهِ وسايل نجاة، وذخاير فِي الشدايد أَي مرتجاة، ومتاجر بضايعها غير مزجاة، الَّذِي مَلأ بحبه جوانح صَدره، وَجعل فكره هَالة لبدره، وَأوجب قدره، على قدر العَبْد لَا على قدره، مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر الْأنْصَارِيّ الخزرجي، نسيب سعد بن عبَادَة من أَصْحَابه، وبوارق سحابه، وسيوف نصرته، وأقطاب دَار هجرته، ظلله الله يَوْم الْفَزع الْأَكْبَر، من رضاك عَنهُ، بظلال الْأمان، كَمَا أنار قلبه من هدايتك بأنوار الْهدى وَالْإِيمَان، وَجعله من أهل السياحة فِي فضاء حبك والهيمان. كتبه إِلَيْك يَا رَسُول الله، واليراع يَقْتَضِي مقَام الهيبة، صفرَة لَونه، والمداد يكَاد أَن يحول سَواد جونه، وورقة الْكتاب، يخْفق فؤادها حرصا على حفظ اسْمك الْكَرِيم وصونه، والدمع يقطر، فتنقط بِهِ الْحُرُوف، وتفصل الأسطر، وتوهم المثول بمثواك الْمُقَدّس، لَا يمر بالخاطر سواهُ وَلَا يخْطر، عَن قلب بالبعد عَنْك قريح، وجفن بالبكاء جريح، كلما هَب من أَرْضك نسيم ريح، وانكسار لَيْسَ لَهُ إِلَّا جبرك، واغتراب لَا يُونُس فِيهِ إِلَّا قربك، وَإِن لم يقْض فقبرك. وَكَيف لَا يسلم فِي مثلهَا الأسى، ويوحش الصَّباح المسا، ويرجف جبل الصَّبْر بعد مَا رسى، لَوْلَا وَلَعَلَّ وَمَا وَعَسَى. فقد سَارَتْ الركاب إِلَيْك، وَلم يقْض مسير، وحومت الأسراب عَلَيْك، والجناح كسير، ووعدت الْأَمْلَاك فأخلفت، وَحلفت العزايم،
1 / 67