والضلال ، وما يجوز عليه « عز وجل (1) منهما (2) وما لا يجوز ، ثم نذكر عند الفراغ منها (3) معنى الآية.
واعلم أن الهدى قد اختلف فيه العلماء ، فمنهم من يقول : إن حقيقته (4) الفوز والنجاة ، وبين أن سائر ما يستعمل فيه إنما يوصف به ؛ لأنه متعلق بذلك وطريق إليه ، فقيل فى القرآن هدى ، وفى الأدلة وفى الإيمان وغير ذلك ، لما كان الإنسان يفوز بها وينجو ، ولذلك يقال فيمن دل على طريق ينفع : إنه قد هدى إليه ، ولا يقال ذلك إذا عدل به إلى طريق يضر. ومنهم من قال : إن الهدى فى الحقيقة هو الدلالة والبيان ، وإنما يوصف الفوز بالمنفعة والنجاة [ بالهدى ] ، لأنهما يوصلان إليها (5) ويتأول سائر ما تستعمل فيه هذه اللفظة على أن المراد به ما (6) يتصل بذلك.
ولم يذكر أحد من أهل العلم أن الهدى فى الحقيقة : هو نفس الطاعة والإيمان ، إلا من جعله مذهبا! فأما أن تكون اللغة شاهدة لذلك ، أو القرآن ، فبعيد (7). ونحن نبين ما فى القرآن من الشواهد فى قولنا ، ونذكر ما يجوز عليه وما لا يجوز.
Shafi 60