وحقيقته ما ذكرناه أولا (1)، فإذا صح ذلك لم يكن لهم فيما أوردوه ظاهر يصح التعلق به.
ويحب أن يحمل على أن المراد به أنه علم على قلوبهم (2) بعلامة تعرف بها الملائكة أنهم من أهل « الذم ، كما كتب فى قلوب المؤمنين الإيمان ؛ لكى تعلم الملائكة أنهم من أهل (3) المدح (4) وعرفنا أن ذلك لطف ، لأن أحدنا إذا علم مع عظم حال الملائكة عنده ، أنه إن أقدم على المعاصى ذموه فيما بينهم وفضحوه بكثرة اللوم ، كان إلى أن ينصرف « عن المعصية (5) أقرب.
فان قال : أتقولون إن هذا الختم علامة فيمن لا يؤمن أبدا أو فيمن هو كافر فقط (6)؟ قيل له : إنه عز وجل وصف الذين لا يؤمنون على كل حال ، لكنا إذا علمنا أن الفائدة به (7) ما ذكرناه ، وكان من سيؤمن فى المستقبل أو الفاسق الذى ليس بكافر يختص بالذم ، لم يمتنع أن يستوى حال الجميع فيه.
فان قال : إذا دل ذلك الختم وتلك العلامة على أنه لا يؤمن ، فهو مانع من الإيمان ، وقد عادت المسألة عليكم!
وقيل : بل المراد به ظاهره ، وهو المنع ، ولكن المنع منعان : منع بسلب القدرة ، ومنع بالخذلان ، والذى يجوز على الله تعالى فعله منهما : الخذلان ، وحبس التوفيق ، عقوبة لهم على كفرهم ، انظر وضح البيان فى مشكلات القرآن ، مصور دار الكتب ورقة : 13 14.
Shafi 52