فكيف (1) يصح اعتمادهم عليه؟.
واعلم أن السائل إذا سأل عن شيء فلا يجب من حيث حسنت المسألة أن يقطع بأن المطلوب يفعل أو يحسن أن يفعل ؛ لأن الطلب فعل الطالب ، والمطلوب فعل من سئل ، وليس لأحدهما تعلق بالآخر ، فكيف (2) يستدل بحسن الاستعانة على أن الملتمس يفعل لا محالة؟!
** 14 مسألة :
ولو كان المراد بالهداية الدلالة لكان قد دلهم وبين لهم فلا يكون للمسألة معنى ، فاذا بطل ذلك فيجب أن يكون المراد : الإيمان أو القدرة الموجبة للإيمان ، فمن هذا الوجه يدل على ما نقوله (3).
والجواب عن ذلك أن المسألة على ما بينا من قبل من فعل السائل ، والمطلوب فعل الله عز وجل ، فيجب أن ينظر فى كل واحد منهما لما ذا يحسن ، وهل يجب أن يتبع أحدهما الآخر فى الحسن والقبح ، وقد ثبت أنه لا يحسن من السائل أن يطلب من المسئول ما هو قبيح ولا بد من كونه حسنا لو فعله ، لكنه
Shafi 43