وكذا الكوز إذا غمس في الكثير إذا كان ناقصا أو مكث. (1)
ولا تنجس البئر ما لم يتغير ماؤها. (2)
ولا يطهر الأعلى بالسافل وإن كثر.
[تطهير ماء الكوز بوقوعه في الكثير]
قوله (رحمه الله): (وكذا الكوز إذا غمس في الكثير إذا كان ناقصا أو مكث).
(1) أقول: هذا عطف على قوله: (ويتحد الغديران) أي: ويتحد ماء الكوز والكثير إذا غمس فيه وكان ناقصا وإن لم يمكث، بل بنفس الاتصال وإن كان ضيق الرأس.
ولا بد من المكث مع عدم النقص، ليحصل الامتزاج. ولو كان متغيرا وهو لا يرى، لضيق رأس الكوز، فلا بد من مضي زمان يظن فيه زوال التغير.
[هل ينفعل ماء البئر بملاقاة النجاسة من دون التغير؟]
قوله (رحمه الله): (ولا ينجس البئر ما لم يتغير ماؤها).
(2) أقول: البئر مجمع ماء نابع من الأرض لا يتعداها غالبا، ولا يخرج عن مسماها عرفا، وهو مباين لسائر المياه، لطهرها بالنزح إجماعا، ومساو لها، لانفعاله بالتغير قطعا.
وهل ينفعل بملاقاة النجاسة من دون التغير؟ اختلف الأصحاب في ذلك.
قال الشيخ في (النهاية) و(المبسوط) و(الخلاف): ينجس، ويجب النزح [1]. وبه قال ابن إدريس (1)، وهو ظاهر (الشرائع) و(المعتبر) (2) وبه
Shafi 49