وكانت للإنسان عين يعرف بها الظلام؛ لأنها عرفت النور وخرجت من غيابة الظلمات التي كانت مطبقة عليه.
فتاريخ الإنسان في أخلاقه الحية لا ينفصل من تاريخ الشيطان.
وأوله هذا التمييز بين الخير والشر.
ولكنه الأول في طريق طويل لم يبلغ نهاية مطافه.
فبعد التمييز بين الخير والشر خطوة أخرى ألزم من تلك الخطوة الأولى في تاريخ الأخلاق الحية.
وتلك هي معرفة الخير في الصميم.
فقد كان على الإنسان أن يعرف حقيقة الخير ليعمله على علم وبصيرة.
فليس الخير خلوا من الشر وكفى.
وليس الخير ابتعادا من الشر وكفى.
وليس الخير عجزا عن الشر وكفى.
Shafi da ba'a sani ba