Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

Najib Mahfuz d. 1427 AH
97

Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Nau'ikan

فقال الكهل برجاء: انتظري، يحسن بك ألا تسيري وحدك في الطرقات الخالية في هذه الساعة من الأصيل! - وإذا بالشاب الغريب يقول: ليست الطرقات بالخالية!

فرماه الكهل بنظرة مغيظة متسائلة فقال الشاب: جميع الطرقات مطوقة برجال الشرطة!

فتحول غيظ الكهل إلى دهشة وسأله: لم؟

فسأله الشاب بدوره: ألم تسمعوا طلقات الرصاص؟ - بلى، منذ وقت غير قصير، ظننته تدريبا عسكريا. - لم يكن تدريبا عسكريا.

فسألته الفتاة: أكان غارة جوية؟ - لم يكن غارة جوية.

فسأله الكهل: هل بلغتك عنه أنباء صادقة؟

فهز الشاب رأسه بالإيجاب، وأجاب النظرات المتسائلة قائلا: صعد شخص إلى قمة البرج وأطلق الرصاص من بندقية سريعة الطلقات. - ما هويته؟ - لا يدري أحد. - وما الهدف الذي أطلق عليه الرصاص؟ - أطلقه على كافة الجهات، على جميع الناس! - يا للخبر ، وكم عدد الضحايا؟ - لم يصب أحد! - غير معقول. - يبدو أنه أراد أن يطلق الرصاص لا أن يصيب أحدا! - حادث غامض. - إنه لكذلك. - هيهات أن يثبت عدم الشروع في القتل. - ذاك واضح، ولكن ربما صفحته خالية من السوابق!

فقال الكهل باستياء: ليس خلو الصفحة من السوابق بالشهادة الطيبة دائما، ولا العكس بالصحيح. - قول لا يخلو من حكمة. - أهنئك على حسن إدراكك. - شكرا. - لكن لنعد إلى مطلق الرصاص، لعله مجنون؟ - كلا. - إنك تتحدث عنه بيقين! - بل أردد ما تناقله الناس في الطرق. - ولكن لم يطلق النار في جميع الجهات دون أن يقصد إصابة أحد! - ذاك بعض السر الذي يسعى وراءه رجال الشرطة.

فقالت الفتاة: لعله مجنون بالشهرة. - لا يبدو كذلك.

فعادت تقول: لعله كان في حاجة ملحة إلى الترفيه!

Shafi da ba'a sani ba