فناسب أن يجعل ذلك الحرف إعرابهما ليكون إعرابهما فرعا لإعرابه كما إنهما فرعان له، لأن الإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركة. ولما جعل إعرابهما بالحروف، وكان حروف الإعراب ثلاثة، وإعرابهما ستة، ثلاثة للمثنى وثلاثة للمجموع فلو جعل إعراب كل واحد مهما بتلك الحروف الثلاثة لوقع الالتباس ولو خص المثنى بها بقي المجموع بلا إعراب ولو خص المجموع بها بقي المثنى بلا إعراب فوزعت عليهما بأن جعلوا الألف علامة الرفع في المثنى لأنه الضمير المرفوع للتثنية في الفعل نحو: (يضربان، وضربا). والواو علامة الرفع في المجموع، لأنه الضمير المرفوع للجمع في الفعل نحو (يضربون وضربوا) وجعلوا إعرابهما بالياء حال الجر على الأصل، وفرقوا بينهما بأن فتحوا ما قبل الياء في التثنية، لخفة الفتحة وكثرة التثنية وكسروه في الجمع، لثقل الكسرة [1/ 205]
وقلة الجمع وحملوا النصب على الجر لا على الرفع لمناسبة النصب الجر، لوقوع كل منهم فضلة في الكلام.
Shafi 195