(قال الفقيه) أبو الليث رحمه الله: فأول ما يحتاج إليه المتعلم أن يصحح نيته لينتفع بما يتعلم وينتفع به من يأخذ منه، فإذا أراد أن يصحح نيته يحتاج إلى أن ينوي أربعة أشياء: أولها أن ينوي بتعلمه الخروج من الجهل لأن الله تعالى قال {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} والثاني أن ينوي به منفعة الخلق لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس من ينفع الناس)) والثالث: أن ينوي به إحياء العلم، لأن الناس لو تركوا التعلم لذهب العلم كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا العلم قبل أن يرفع العلم)) ورفعه ذهاب العلماء، والرابع أن ينوي به أن يعمل به لا بخلافه لأن العلم آلة للعمل وطلب الآلة لا للعمل لغو كما إذا عمل لا بالعلم فهو لغو. وقيل العلم بلا عمل وبال، والعمل بلا علم ضلال: وينبغي للمتعلم أن يطلب به وجه الله تعالى والدار الآخرة ولا ينوي به طلب الدنيا، لأنه إذا طلب به وجه الله تعالى والدار الآخرة فإنه ينال الأمرين جميعا كما قال الله تعالى {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}.
Shafi 314