الباب الحادي عشر: في آداب المستمعين
(قال الفقيه) أبو الليث رحمه الله تعالى: ينبغي أن يقبل المستمع إلى وجه المذكر ويستمع منه بصحيح القلب ولا يشتغل بشيء غيره لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من سمع مسألة وحديثا فعمل بذلك فإنه حي ومنجي، ومن سمع حديثا فلم يعمل به فإنه يهلك)) ويستحب للمستمعين عند فصل كل حديث أن يقولوا صدقت أو أحسنت حتى يكون المذكر راغبا في الحديث، ويصلي عند كل سماع اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن ينزع وسواس الشيطان عن قلبهم، ولا ينام في حال المجلس لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من نام عند المجلس فقد خاب من رحمة الله تعالى وكان حبيب الشياطين)).
الباب الثاني عشر: في الحث على طلب العلم وتفضيل الفقه على غيره
(قال الفقيه) أبو الليث رحمه الله تعالى: ينبغي للإنسان أن يتعلم العلم ولا يقنع بالجهل لأن الله تعالى قال {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ففضل أهل العلم على غيرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا خير فيمن لم يكن عالما أو متعلما)) وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ما لي أرى علماءكم يموتون وجهالكم لا يتعلمون، تعلموا قبل أن يرفع العلم بذهاب العلماء، وقال عروة بن الزبير لبنيه: يا بني تعلموا فإن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبار قوم آخرين، وما أقبح علي من شيخ لم يكن عنده علم. وقال الشعبي: لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره رأيت أن سفره لم يضع.
Shafi 312