ويقال إنَّ أمير المسلمين لمّا فرغ من ذلك، طلب بلسان زناتة الماء، ليغسل يده به من قبلة الفنش، أو مصافحته.
أبن الخطيب:
" والشيء يذكر بالشيء، فأثبت حكاية اتفقت بسبب ذلك، استدعى بها الدعاء ممن يحسن عنده موقعها، وهي أنَّ اليهودي الحكيم أبن زرزار، على عهد ملك النصارى، حفيد هذا الفنش المذكور، وصل إلينا بغرناطة في بعض جوائجه، وحخل إلى بدار سكناي، مجاورًا لقصر السلطان بحمراء غرناطة، وعندي القاضي اليوم بغرنطة وغيرها من أهل الدولة، وبيده كتاب من سلطان المغرب محمّد بن أبي عبد الرحمن بن السلطان الكبير المولى أبي الحسن، وكان محمّد هذا قد فر إلى صاحب قشتالة، واستدعى من قبله إلى الملك، فسهل له ذلك، وشرط عليه ما شاء، وربما وصله خطابه بما لم يقنعه في إطرائه، فقال لي: مولاي السلطان دن بطرة يسلم عليك، ويقول لك: انظر مخاطبة هذا الشخص، وكان بالأمس كلبًا من كلاب بابه، حتى ترى خسارة الكرامة فيه، فأخذت الكتاب من يده، وقرأته وقلت له: ابلغه عني أنَّ هذا الكلام ما جرك إليه إلاّ خلو بابك من الشيوخ، الذين يعرفونك بالكلاب والأسود، وبمن تغسل الأيدي منهم إذا قبلوها، فتعلم من الكلب الذي تغسل اليد منه، ومن لا، وأنَّ جد هذا الولد هو الذي قبل جدك يده،
1 / 62