واستدعى الماء ليغسل يديه منه بمحضر النصارى والمسلمين؛ ونسبة الجد إلى الجد كنسبة الحفيد إلى الحفيد؛ وكونه لجأ إلى بلادك بعار عليه، وأنت معرض إلى اللجإ إليه، فيكافئك بأضعاف ما عاملته به. فقام أبن الحسن المستقصي يبكي ويقبل يدي، ويصفني بولي الله، وكذلك من حضرني. وتوجه إلى المغرب رسولا، فقص على بني مرين خبر ما شاهد مني وسمعه؛ وبالحضرة اليوم ممن تلقى منه ذلك كثير، جعل الله ذلك خالصًا لوجهه ". انتهى.
ولمّا تقلص ظل الإسلام بالجزيرة، أعداها الله للإسلام، واسترد الكفار، دمرهم الله، أكثر أمصارها وقراها، على وجه العنوة والصلح والاستسلام، ويستنهضون عزماتهم من كل الأمصار. فمن ذلك ما كتب به الكاتب الرئيس أبو عبد الله بن زمرك ﵀ لمّا نزل المسلمون بآخر مرج غرناطة، متوجهين لفج خير: " أعلموا أنا نذكر لكم ما لا يغيب عن أديانكم وأحسابكم، إنَّ هذا الجهاد وليمة دعا الله عباده إليها، وحضهم عليها، فالآيات في المصاحف مسطوره، والأحاديث مشهورة، لبيع النفوس فيها من الرحمن، وبذل المهج رغبة في حصول ثواب الملك والديان، ينزل الله فيها الملائكة المسومين. وتفرح الحور العين، وتسح الرحمة من رب العالمين، ويباهي الله ملائكته بالمجاهدين؛ وقد
1 / 63