حتى ضرب الدهر ضربانه، وبدد الرفيق وأبانه؛ فلم تتأود قدود الأغصان، ولم تترنح أعطاف ألبان؛ وانقطعت الأسباب عن مواصلة الجيران والأحباب؛ الذين:
جرى بعضهم ذات اليمين وبعضهم ... شمالًا وقلبي بينهم متوزعُ
فو الله ما أدرى بليل وقد مضت ... حمولهم أي الفريقين أتبعُ؟
وهأنا الآن أحاول إطفاء لهيب بالضلوع وقد، وأعالج أدواء سقم جل وكيف لا وقد:
روعت بالبين حتى ما أراع به ... وبالمصائب في أهلي وجيراني
لم يترك الدهر لي علقًا أضم به ... إلاّ رماه بفقد أو بهجرانِ
وفي هذا التاريخ الغريب وردت كتب من تلك الناحية حركت شجو الغريب؛ والشوق إلى لقائهم، والتوق إلى ما يرد من تلقائهم، يقتادان القلب بزمام فينقاد، ويوقدان نار الوجد بين الضلوع أي إقاد:
هي الدار لا أصحو بها علاقة ... لأمر لنا بين الجوانح مضمرِ
فجاء على أرجائها الغيث أنها ... منازل جيران كرام ومعشرِ
وكان من جملة فصولها، وفروع اصلها؛ طلب التعريف والإلمام، ببعض أحوال الشيخ الإمام، قاضي الأئمة وعلم الأعلام، عمدة أرباب المحابر والأقلام، ومفخر علماء الإسلام ذى الفضائل التي استقلت رسومها، فلم تحتج إلى إعمال
1 / 11