الشباب في مواطن الأحباب ما بين دراسة ودراية ورواية وممارسة أمور تبعد عن طرق الغواية وتحبير طروس وملازمة دروس بين يدي أشيخ مجالستهم نامية الغروس وخصوصا شيخهم الذي فضله لا يفترق إلى دلال عمنا فتينا سيدي سعيد أحمد المقري شكر الله خلاله فهو شيخ أولئك الأعلام الذين ورثوا العلم من غير كلاله وعمروا ربوع المجد وتفيوا ظلاله وأرشدوا إلى سبل الهدى وأزاحوا عن الضلالة وعمرت أرضهم بكل مجد وجلاله وإن نبت بي عن جفوة وملالة فآها على ذلك العصر ما أبهاه وأجمله وأتمه وأكمله عصر يكاد يكلمنا فيه الجماد وتروينا الثماد وتحيينا العشيات والبكر ولا تنتابنا التعلات ولا الفكر فإن سألنا فعنه في الحقيقة وإن صرحنا أو كنينا فنعنى حماه وعقيقه:
نسائل عن ثمامات بحزوى ... وبان الرمل يعلم ما عنينا
وقد كشف الغطا فما نبالي ... أصرحنا بذكرى أم كنينا
ولو إني أنادي يا سليمى ... لقالوا ما أردت سوى لبينى
إلاّ لله طيف كان يسقى ... بكاسات الكرى زورا ومينا
فأمسينا كأنا ما افترقنا ... وأصبحنا كأنا ما التقينا
وكنا نحسب الدهر لا يدور وأن الأعجاز صدور والأهلة بدور
1 / 10