237

Yaran Unguwarmu

أولاد حارتنا

Nau'ikan

فقال بصوت دبت فيه الحياة: انتهيت من تفكيري إلى قرار، وهو أن ننشئ ناديا للرياضة البدنية!

وعقدت الدهشة لسانيهما فابتسم وهو يقول: سنجعله في حوش بيتي، والرياضة هواية منتشرة في أكثر الأحياء. - وما علاقة ذلك بعملنا؟

وتساءل صادق بدوره: ناد لرفع الأثقال مثلا! ما علاقة ذلك بالوقف؟!

فقال قاسم وعيناه تبرقان: سيجيء إلينا الشبان، حبا في القوة واللعب، وسيقع الاختيار على من هم أهل للثقة والاستعداد.

فاتسعت الأعين، وهتف حسن: سنكون عصبة وأي عصبة! - نعم، وسيجيء إلينا شبان من جبل وآخرون من رفاعة.

وشملتهم فرحة غناء، وبدا قاسم في مشيته وكأنه يرقص.

76

جلس قاسم لصق النافذة بحيث يشاهد الحارة في يوم العيد. وما أبهج العيد في حارتنا!

لقد رش السقاءون الأرض بالقرب، وزينت أعناق الحمير وأذيالها بالورود الاصطناعية، ورقص الفراغ بالألوان الفاقعة يرتديها الصغار وتنطلق بها البالونات، وركزت في عربات اليد الأعلام الصغيرة، واختلط الصياح والهتاف والتهليل بأصوات الزمامير، وتمايلت العربات الكارو بالراقصات والراقصين، وأغلقت الدكاكين واكتظت المقاهي والحانات والغرز. وعند كل ركن بزغت البشاشة، وقال قائل: «كل عام وأنتم بخير». وجلس قاسم في ثوب جديد وإحسان واقفة في حجره متأبطة راحتيه، تجوس بيديها الصغيرتين في قسماته أو تنشب أظافرها في خديه. وارتفع صوت تحت النافذة يغني:

أصل اللي شبكتني مع المحبوب عيني دي.

Shafi da ba'a sani ba