اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يؤلفه وقت يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي الوهم يظفر بِهِ فالتصوير يرتقي إِلَيْهِ، ومن آواه محل أدركه أين، ومن كَانَ لَهُ جنس طالبه مكيف، أَنَّهُ سبحانه لا يظله فَوْقَ، ولا يقله تَحْتَ، ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عِنْدَ، ولا يأخذه خلف، ولا يحده أمام، وَلَمْ يظهره قبل، وَلَمْ ينفه بَعْد، وَلَمْ يجمعه كُل، وَلَمْ يوجده كَانَ، وَلَمْ يفقده لَيْسَ، وصفه لا صفة لَهُ، وفعله لا علة لَهُ، وكونه لا أمد لَهُ، تنزه عَن أحوال خلقه، لَيْسَ لَهُ من خلقه مزاج، ولا فِي فعله علاج، باينهم بقدمه كَمَا باينوه بحدوثهم، إِن قُلْت: مَتَى فَقَدْ سبق الوقت كونه، وإن قُلْت: هُوَ فالهاء والواو خلقه، وإن قُلْت: أين فَقَدْ تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه
1 / 22