عنهُ، فعكفُوا على درسِهِ وشرحِهِ وعملِ الحواشي عليهِ، وجعلوهُ منهجًَا مقرَّرًا، فعظمَ نفعُهُ بينَ طلبةِ العلمِ، وانتشرتْ شهرتُهُ في الآفاقِ.
ونظمُ (نهايةِ التَّدريبِ) مُكتسِبٌ لهذِهِ القيمةِ مِنْ أصلِهِ وزيادَةٍ لاستيفائِهِ لمبناهُ، ولما تضمَّنَهُ مِنْ زيادةٍ على معناهُ.
٢ - وثمَّةَ مسألةٌ أخرى يفضُلُ بهَا نظمُ (نهايةِ التَّدريبِ) حتَّى على أصلِهِ، وهوَ أنَّ أبَا شجاعٍ رحمهُ اللهُ تعالى (ت ٥٩٣ هـ) مُتقدِّمُ الوفاةِ على كلٍّ مِنَ الرَّافعيِّ (ت ٦٢٣ هـ) والنَّوويِّ (ت ٦٧٦ هـ) رحمهُمَا اللهُ تعالى، ومِنَ المعلومِ أنَّ المعتمدَ في الفقهِ الشَّافعيِّ ما اتَّفقَ عليهِ الشيخان (الرَّافعيُّ والنَّوويُّ)، ثمَّ ما جزمَ بهِ النَّوويُّ، فالرَّافعيُّ، فمَا رجَّحَهُ الأكثرُ، فالأعلمُ والأورعُ (^١). وقدْ كثُرتِ المسائلُ المضعَّفةُ في متنِ أبي شجاعٍ، والتي استبدلَهَا العمريطيُّ في نظمِهِ بالمفتى بِهِ والمعتمدِ في المذهبِ، وهوَ شرطُهُ الذي ذهبَ إليهِ بقولِهِ:
وَحَيثُ جَاءَ الحُكْمُ فِي كِتَابِهِ … مُضَعَّفًَا أَتَيتُ بِالمُفْتَى بِه
وقدْ بيَّنتُ جميعَ هذِهِ المسائلِ في حاشيةِ التَّحقيقِ لهذَا النَّظمِ، مِنْ خلالِ المقارنةِ بينَ نظمِ العمريطيِّ وأصلِهِ متنِ أبي شُجاعٍ رحمَهُ اللهُ تعالَى.
***
_________
(^١) انظر فتح المعين للمليباري ١/ ١٩.
1 / 31