أشارَ بذلكَ إلى ما قالَهُ القاضي أبو شجاعٍ في مقدِّمةِ كتابِهِ: (سألني بعضُ الأصدقاءِ حفظَهُمُ اللهُ تعالى أنْ أعملَ مختصرًا في الفقهِ على مذهبِ الإمامِ الشَّافعيِّ رحمةُ اللهِ تعالى عليهِ ورضوانُهُ، في غايةِ الاختصارِ ونهايةِ الإيجازِ، ليقربَ على المتعلِّمِ درسُهُ ويسهلَ على المبتدي حفظُهُ، وأنْ أُكثرَ فيهِ مِنَ التَّقسيماتِ وحصرِ الخصالِ، فأجبتُهُ إلى ذلكَ طالبًا للثَّوابِ راغبًا إلى اللهِ تعالى في التَّوفيقِ للصَّوابِ، إنَّهُ على ما يشاءُ قديرٌ وبعبادِهِ لطيفٌ خبيرٌ) (^١).
***
المبحثُ الرابعُ: قيمةُ النَّظمِ العلميَّةُ:
لأهميَّةِ هذَا النَّظمِ سبكًَا وعلمًَا، فقدْ صُدِّرَتْ نُسَخُهُ بقولِ أحدِهِمْ:
يَا طَالِبَ العِلْمِ خُذْ أُرْجُوزَةً نُظِمَتْ … نَظْمَ اللَّآَلِي بِأَسْلَاكٍ مِنَ الذَّهَب
فَهِيَ التِي تَمْنَحُ الطُّلَّابَ مَعْرِفَةً … وَحِفْظُ أَبْيَاتِهَا يُغْنِيكَ عَنْ كُتُب
وتبرزُ قيمةُ نظمِ العمريطيِّ في جوانبَ متعددةٍ غايةٍ في الأهميَّةِ:
١ - (نهايةُ التَّدريبِ) نَظمٌ لمتنٍ أجمعَ الأعلامُ على اختصارِ محتواهُ وغزارةِ فحواهُ، ودقَّةِ عبارتِهِ، وعظيمِ معناهُ، وأنْ لا نظيرَ لهُ، ولا خارجةَ
_________
(^١) متن أبي شجاع ص ٧.
1 / 30