المبحثُ الخامسُ: منهجُ المؤلِّفِ في النَّظمِ:
يرتكزُ منهجُ العمريطيِّ في نظمِهِ على أربعةِ محاورَ رئيسةٍ، يتفرَّعُ عنهَا عدَّةُ أمورٍ، كمَا بيَّنَهَا في مُقدِّمةِ نظمِهِ، وهيَ على النَّحوِ الآتي:
أولًا: استيفاءُ الأصلِ: قالَ النَّاظمُ:
نَظَمْتُهُ مُسْتَوفِيًَا لِعِلْمِهِ … مُسَهِّلًَا لِحِفْظِهِ وَفَهْمِه
فقدْ أتى النَّاظمُ على جميعِ أبوابِ وفصولِ وفروعِ متنِ أبي شجاعٍ وما تضمَّنَهُ منْ علمٍ، ولمْ يُفوِّتْ منْ مقاصدِهِ شيئًَا، خلَا بعضِ المسائلِ والألفاظِ التي نُحِّيتْ على سبيلِ الإكمالِ لا الإهمالِ، لضرورةِ النَّظمِ، وزيادةِ المعنى وهوَ ما عبَّرَ عنهُ بقولِهِ: (مستوفيًا لعلمِهِ) ولمْ يقلْ (للفظِهِ).
كمَا جاءَ نظمُهُ بسياقٍ سلسٍ، وعبارةٍ سهلةٍ، فسهَّلَ على طلبةِ العلمِ حفظَهُ، ويسَّرَ عليهِم فهمَهُ، وهوَ ما يتميَّزُ بهِ النَّظمُ عنِ النَّثرِ بشكلٍ عامٍّ وكذَا ما يتميَّزُ بِهِ نظمُ العمريطيِّ بشكلٍ خاصٍّ، وكثيرٌ مِنَ العلماءِ قدَّمُوا نظمَهُ على غيرِهِ في الشَّرحِ والدَّرسِ لأجلِ يسرِهِ وسهولتِهِ.
ومنَ الأمورِ التي تصرَّفَ بهَا النَّاظمُ، ممَّا لا يُفقدُ شرطَهُ المستوفي للمتنِ:
* حذفُ بعضِ المسائلِ التي تُدركُ بالأولَى: مثالُ ذلكَ: قولُهُ:
وَتَحْرُمُ الصَّلَاةُ كَالتَّطَوُّفِ … مِنْ حَائِضٍ وَمَسُّهَا لِلمُصْحَف
1 / 32