المبحثُ الثَّالثُ: أصلُ نظمِ نهايةِ التَّدريبِ:
بنَى العمريطىُّ نظمَهُ (نهايةُ التَّدريبِ) على (متنِ الغايةِ والاختصارِ) (^١) للقاضي أحمدَ بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ، الأصبهانيِّ، العبادانيِّ، الشَّافعيِّ (^٢) … (٤٣٤ هـ - ٥٩٣ هـ) (^٣)، ومتنُهُ مشتهرٌ ب (متنِ أبي شجاعٍ)، قالَ العمريطيُّ:
وَصَنَّفَ القَاضِي أَبُو شُجَاعِ … مُخْتَصَرًَا فِي غَايَةِ الإِبْدَاع
وَغَايَةِ التَّقْرِيبِ وَالتَّدْرِيبِ … فَصَارَ يُسْمَى غَايَةَ التَّقْرِيب
مَعْ كَثْرَةِ التَّقْسِيمِ فِي الكِتَابِ … وَحَصْرِهِ خِصَالَ كُلِّ بَاب
_________
(^١) قال السبكي: (صاحب الغاية والاختصار، ووقفت له على شرح الإقناع الذي ألفه القاضي الماوردي). انظر طبقات الشافعية للسبكي ٦/ ١٥/ر ٥٦٧.
(^٢) الأصبهاني (مولد جده الأعلى)، والعباداني (نسبة إلى مكان مولد والده بعبادان). وقال أبو طاهر السلفي (ت ٥٧٦ هـ): (درس بالبصرة أزيد من أربعين سنة في مذهب الشافعي). انظر طبقات الشافعية للسبكي ٦/ ١٥/٥٦٧، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ٢٥/٣٢٤، ومعجم السفر ١/ ٢٤/ر ٤٦، والأعلام للزركلي ١/ ١١٦، ومعجم المؤلفين ١/ ١٩٩.
(^٣) أشار السلفي (ت ٥٧٦ هـ) إلى أن أبا شجاع ذكر له أنه ولد سنة (٤٣٤ هـ) بالبصرة، ثم قال: (ذكر لي هذا سنة خمسمئة، وعاش بعد ذلك مدة لا أتحققها). وذكر السبكي أنه فيمن توفي في المئة السادسة، ونقل البجيرمي عن الديربي قوله: (عاش القاضي أبو شجاع مئة وستين سنة ولم يختل عضو من أعضائه فقيل له في ذلك؟ فقال: ما عصيت الله بعضو منها، فلما حفظتها في الصغر عن معاصي الله حفظها الله في الكبر). ثم قال: (وفي كلام البولاقي ما يخالف ذلك فراجعه). وذكر الزركلي أنه ولد سنة (٥٣٣ هـ) وتوفي سنة (٥٩٣ هـ)، عن عمر (٦٠ سنة)، والله أعلم. انظر معجم السفر ١/ ٢٥، والطبقات لابن شهبة ٢/ ٢٥/٣٢٤، وحاشية البجيرمي ١/ ٢٢، والأعلام للزركلي ١/ ١١٦.
1 / 29