٣٣ "غسَّان" لا حاجة إلى الإطالة في ذكر نصرانية غسان وقد مر لنا كلام مسهب في ذلك، وليس بين كتبة العرب من بعدد القبائل المتنصرة إلا ذكر في مقدمتها أو في جملتها قبيلة غسان كالاضطخري لافي مسالك الممالك (ص١٤) واليعهقوبي في تاريخه (١: ٢٩٨) وابن سعد في كتاب الوفادات (ed.Wellhau-sen،skizzen،IV،٧) والسيوطي في المزهر ولفيروزآبادي في مقدمة المحيط واشتهر منهم بنو جفنة ملوكهم الذي أمتهم النابغة الذبياني بحسن الدين فقال:
مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويمٌ فما يرجون غير العواقب
٣٤ "فرسان" هي قبيلة من تغلب وإليهم نسبت جزائر فرسان، قال ابن الحائك في كتاب الإكليل: "من جزائر فرسان وفرسان قبيلة من تغلب كانوا قديمًا نصارى ولهم في جزائر فرسان كنائس قد خرجت وفيهم بأس.. ويحملون التجار إلى بلد الحبش ولهم في السنة سفرة وينضم إليهم كثير من الناس ونساب حمير يقولون أنهم من حمير" وفي تاج العروس (٤: ٣٠٦) "أن فرسان لقب عمران ابن عمرو.. بن تغلب قيل لقب بن الجبل بالشام اجتاز فيه وسكن ولده به ثم ارتحلوا باليمن ونزلوا هذه الجزيرة فعرفت بهم فلما أجدبت نزلوا إلى وادي موزع فغلبوا عليهم وسكنوا هنالك.. ومن الفرسانيين جماعة يقال لهم التغالب يسكنون الربع اليماني من زبيد".
٣٥ "قريش" أتينا في مطاوي كلامنا عن مكة بذكر آثار النصرانية في مكة بين قريش مع شواهد على ذلك، فليراجع.
٣٦ "قضاعة" أشرنا مرارًا إلى نصرانية هذه القبيلة التي كانت تعد من أمهات القبائل وإلى نصرانية بطونها كجرم بن ريان وسليح وكلب بن وبرة وتيم اللات، وممن صرحوا بدينها النصراني ابن واضح اليعقوبي في تاريخه قال ١:٢٣٤): "كانت قضاعة أول من قدم الشام من العرب.. فدخلوا في دين النصرانية فملكهم ملك الروم على من ببلاد الشام من العرب" وقد مر ول الفارابي (اطلب المزهر ١: ١٠٥) عن نصرانية قضاعة، ومثلهما الفيروزآبادي حيث قال: "كات النصرانية في ربيعة وقضاعة وبهراء وتنوخ وبعض طيء" وقد أفادنا ياقوت في معجم البلدان (٢: ٦٥٨) أن دير خندف في نواحي خوزستان قد بنته ليلى القضاعية المعروفة بخندف أم ولد الياس بن مضر.
٣٧ "القين" أو بلقين هم بطن من قضاعة بنو القين بن جسر بن السد وبرة ومن الشواهد على نصرانيتهم ما رواه الطبري في تاريخه (١: ٢٣٤٧) عن هرقل أنه سنة ١٤ للهجرة سار لمقاتلة المسلمين في اليرموك وكان معه من القبائل النصرانية المستعربة (لخم وجذام وبلقين وبلى وعامة وتلك القبائل من قضاعة) .
وكانت هذه القبائل حاربت مع الروم سابقًا في تبوك سنة ٧ للهجرة: ٣٨ "كلب" بن وبرة قبيلٌ عظيم من قضاعة قسم إلى عدة بطون.
وهم من أعرق العرب في النصرانية وأقدمهم هدًا فيها، كما رأيت في تاريخ الشام والجزيرة، وقد عرفت قبيلة كلب بشرفها وغرها، ومن أمرائها النصارى زهير بن جناب أحد المعمرين، ومنهم بحدل بن أنيف النصراني حمو معاوية بن سفيان كان له كنيسة في دمشق، ومنهم دحية بن خليفة قال ابن دريد (في الاشتقاق ٣١٦): "هو الذي كان جبريل ﵇ ينزل في صورته (كذا) " ومنهم فرافضة النصرانية زوجة عثمان وقد دعت ابن لها بمريم، وبقيت كلب مدة عل نصرانيتها بعد الإسلام إلا بعضهم وفي المقتضب لياقوت (أسلمت كلب غير مدره كانوا نصارى) وفي سيرة لرسول لابن هشام (ص٢٨٢): "أن محمدًا دعا إلى الإسلام قومًا من كلب عرفون ببني تعبد اله فلم يقبلوا منه، وكانت كلب تسكن بقاع الشام وحتى نسبت إليها، قال ياقوت في معجم البلدان (١: ٦٩) ": "البقاع يقال له بقاعه كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة نميرة وأكثر شرب هذه الضياع من عين تخرج من جبل يقال لهذه العين عين الجر، وبالبقاع هذه قبر الياس النبي عم".
1 / 61