ذهبت قتيبة في اللقاء بفارسٍ ... لا طائشٍ رعشٍ ولا وقاف
؟؟ قال ابن السيرافي قال الأخزم بن قارب الطائي، ويقال المقعد بن عمرو
ويقول قائلهم ويلحظ خلفه ... يا طول ذا يومًا أما يتصرم
لحقت حلاق بهم على أكسائهم ... ضرب الرقاب ولا يهم المغنم
قال: حلاق هي المنية، وهي صفة غالبة مثل جداع: وهي السنة المجدبة.
قال س: هذا موضع المثل:
فلا أر عمرًا قافلا بعد هذه ... ولا جاءنا يومًا لينفعنا عمرو
ما جاء ابن السيرافي ها هنا بطائل، وذلك أنه شكك المستفيد بهذا الشعر، فقال مرة: هو للأخزم، وقال مرة للمقعد. ثم إنه قد أخلط في قوله: " لحقت حلاق بهم " والصواب ها هنا:
لحقت لحاق بهم
ولحاق من لفظ الفعل، كما قال:
إذا قال أوفى أدركته دروكة
والأبيات للأخزم السنبسي، قالها يوم قارات حوق بين جديلة والغوث. وهي:
لما التقى الغاران غارا طيئٍ ... كلٌّ يقول: قبيلنا لا يهزم
فتصاادم الجمعان ثم علاهما ... نكدٌ وسيفٌ للمنية مخذم
جردٌ تواهق بالكماة إلى الوغى ... تترى عصائبها إذا ما تلجم
فتلاء قد ذعر الصياح فؤادها ... ربذٌ قوائمها وأجرد شظيم
تدعوا جديلة والرماح تكبهم ... حتى استتب بهم طريقٌ أدهم
ويقول قائلهم ويلحظ خلفه ... يا طول ذا يومًا أما يتصرم
لحقت لحاق بهم على أقفائهم ... حز الرقاب ولا يهم المغنم
إلا بقتل سراتهم إذ فرطوا ... قد قدموا من حينهم ما قدموا
يوحي بجيرٌ والسنان بنحره ... ويقول: نحن لكم أعق وأظلم
زعموا بأنا لا نكر جيادنا ... وهم الفوارس والفوارس أعلم
قال ابن السيرافي قال يزيد بن سنان بن أبي حارثة المري
فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا صخر بن عمرو
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يهلك فذلك كان قدري
قال: كان يزيد بن سنان قتل أبا عمرو بن صخر القيني وكان سيد بني القين، والذي في الكتاب: أبا صخر بن عمرو، والذي وجدته في الشعر: أبا عمرو بن صخر.
قال س: هذا موضع المثل:
أظن بها الظنون ولست أدري ... أسعدى أوقدتها أم رميم
تحير ابن السيرافي ها هنا: فقال مرةً قتل يزيد بن سنان أبا صخر بن عمرو، وقال مرة أخرى: والذي وجدته في الشعر: أبا عمرو بن صخر. ولم يخرج من ظلمة الشك، ولم يعرف أيضًا قصة هذا الشعر مستويةً، ثم جاء بآخر بين من هذا الشعر فجعله في أوله، فاستحق أن يتمثل فيه بالمثل:
شنظيرةٌ زوجنيه أهلي ... غشمشمٌ يحسب رأسي رجلي
ولم يعرف قصة الأبيات أيضًا.
وسبب هذا الشعر أن بني القين قتلوا قيس بن زحل المري، فلقيهم يزيد بن سنان بن أبي حارثة، فقتل أبا عمرو بن صخر القيني، فقال:
لما أن رأيت بني حييٍّ ... ذكرت شناءتي فيهم ووتري
رميتهم بوجزة إذ تواصلوا ... ليرموا نحرها كثبًا ونحري
إذا نفذتهم عادت عليهم ... كأن فلوها فيهم وبكري
بذات الرمث إذ خفضوا العوالي ... كأن ظباتهن فضاض جمر
فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا عمرو بن صخر
شككت مجامع الأمطاء منه ... بنافذةٍ على دهشٍ وذعر
تركت الرمح يخطر في صلاه ... كأن سنانه خرطوم نسر
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يهلك فذلك كان قدري
قال ابن السيرافي قال الحطم القيسي
قد لفها الليل بسواقٍ حطم
قال: كذا وجدته في الكتاب، وهذا البيت يختلف في قائله، ووجدته لأبي زغبة الأنصاري في شعر قاله يوم أحد:
أنا أبو زغبة أعدو بالهرم
لم تمنع المخزاة إلا بالألم
يحمي الذمار خزرجيٌّ من جشم
قد لفها الليل بسواق حطم
قال س: هذا موضع المثل:
لا تجاوز إلى فتى تعتفيه ... حين تلقى المساور بن رباب
1 / 32