ظبيةٌ من ظباء وجرة تعطو ... بيديها في ناضر الأوراق
ضربت صدرها إلي وقالت ... يا عديًا لقلبك المشتاق
ما نرجي بالعيش بعد ندامى ... قد تراهم سقوا بكأس حلاق
قال: يريد أنه مشتاق إلى من هلك من قومه.
قال س: أخطأ ابن السيرافي في عجز البيت الثاني. والصواب:
يا عديًا لقد وقتك الأواقي
؟ قال ابن السيرافي قال زهير:
لئن حللت بجوٍّ في بني أسدٍ ... في دين عمروٍ وحالت بيننا فدك
قال: الجو الوادي، والدين الطاعة، وعمرو هو عمرو بن هند الملك.
قال س: هذا موضع المثل:
تلمحت بكلام كنت أرفعها ... عنه، وجاءت سليمى بالدقارير
كثيرًا ما يصحف ابن السيرافي في أشياء ظاهرةٍ لا يصحف فيها صبيان المكاتب، وذلك قوله: " لئن حللت بجو في بني أسد " بالجيم المعجمة واحدة من تحت، ثم تفسيره له بالوادي، وقد أخطأ في هذا أيضًا.
والصواب: " لئن حللت بخوٍّ " بالخاء المعجمة من فوق. وخو: واد لبني أسد، وثم قتل عتيبة بن الحارث بن شهاب. وأنشدنا أبو الندى لرامة بنت حصين الأسدية - وكانت جاهلية كما زعم، وذكرت خوًا وبلادًا أخر من بلاد بني أسد -:
ألام على نجدٍ ومن يك ذا هوى ... بنجدٍ يهجه الشوق شتى نزائعه
تهجه الجنوب حين تغدو بنشرها ... يمانيةً والبرق إن لاح لامعه
ومن لامني في حب نجدٍ وأهله ... فليم على مثلٍ وأوعب جادعه
لعمرك للغمران غمرا مقلدٍ ... فذو نجبٍ غلانه ودوافعه
وخوٌّ إذا خوٌّ سقته ذهابه ... وأمرع منه تينه وربائعه
وصوت مكاكيٍّ تجاوب موهنًا ... من الليل من يأرق له فهو سامعه
أحب إلينا من فراريج قريةٍ ... تزاقى ومن حيٍّ تنق ضفادعه
قال: والربائع أكناف من بلاد بني أسد، وأنشدنا:
وبين خوين زقاقٌ واسع
زقاق بين التين والربائع
والتين: جبل لبني أسد. وأنشد غيره:
أرقني الليلة برقٌ لامع
من دونه التينان والربائع
فوارداتٌ فقنا فالنائع
ومن ذرا لامان هضبٌ فارع
وقال العوام بن عبد الرحمن يذكر التين، فثناه أيضا:
أحقًا ذرا التينين أن لست رائيًا ... قلالكما إلا لعيني ساكب
وفدك: على ثلاثة عشر يومًا من مكة في بلاد بني سليم.
؟ قال ابن السيرافي قال الفرزدق:
ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
حتى أتيت فتىً محضًا ضريبته ... مر المريرة حرًا وابن أحرار
قال: يمدح أبا عمرو بن العلاء، وعمار جدٌّ من أجداده.
قال س: هذا موضع المثل:
فيا ليت مرة كان أمرًا ... يطيق السلاح فيكفي عصابا
لو عرف ابن السيرافي هذا القدر الظاهر من النسب لكفيت أنا الكلام فيه. وعمار: هو جده الأدنى، وليس بجد من أجداده كما زعم. هو: أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار المازني، من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وإياه عنى قراد بن العيار المازني بقوله:
إذا المرء لم يغضب له حين يغضب ... فوارس إن قيل اركبوا الموت يركبوا
ولم يحبه بالنصر قوم أعزةٌ ... ...
وهي أبيات معروفة.
قال ابن السيرافي قالت بنت أبي الحصين من مذحج:
إنا وباهلة بن يعصر بيننا ... داء الضرائر بغضةً وتقافي
من يثقفن منا فليس بآيبٍ ... أبدًا، وقتل بني قتيبة شافي
قال: قالت هذه الأبيات في حرب بينهم وبين باهله.
قال س: هذا موضع المثل:
هيهات تطلب شيئًا لست مدركه ... من للأصم بصوت البم والزير
هيهات أن ينتفع المستفيد مما ذكره ابن السيرافي في هذا الشعر بشيء.
ليس هذا الشعر لبنت أبي الحصين بن مذحج، وإنما هو لابنة مرة ابن عاهان، قالته حين قتلت باهلة أباها بأرمام، وهو:
إنا وباهلة بن يعصر بيننا ... داء الضرائر بغضة وتقافي
من يثقفوا منا فليس بوائل ... أبدًا، وقتل بني قتيبة شافي
1 / 31