Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
101

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

في طلب الزيادة ( ويأمركم بالفحشاء ) (1) أي : البخل وسوء الظن في الله وحب الدنيا وبغض الموت ، وعمارة الضياع والعقار ، وطلب الزيادة وبغض الفقر والفقراء ومنع الزكاة ، وما أوجب الله تعالى عليهم من الحج والجهاد.

وزين لهم حب الرئاسة ، وطلب نسوان المسلمين لأجل الزنا ، وشرب الخمور وسماع المعازف ، والتكبر والتجبر على الضعفاء والمساكين والجور والظلم والعناد ، وقلة الإنصاف واتخاذ الأرباب لحفظ الأموال وأشباه ذلك من الأمور الرديئة الفاحشة.

( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ) معرفته تطهر قلوب الأشحاء من أوساخ الشح والفاحشة ، وتحفظها عن الميل إلى حب الدنيا وما فيها وفضله مشاهدته وقربته ومعرفته وتوحيده وكشف أسراره لهؤلاء العباد الذين اصطفاهم لمحبته وخصائص مناجاته وخطابه وخدمته.

وأيضا المغفرة : طمأنينة النفس بكشف اليقين ، والفضل : الرضا بحكم الأزل.

وأيضا المغفرة : عن الكون ، والفضل : الوصول بلا وحشة البون.

وقيل : ( يعدكم الفقر ) بنسيان ما تعود به من فضله.

وقيل : إنه يعدكم الفقر في طلب فوق الكفاية فيكون عبده ، ومشتغلا به فيردك عن غنى الكفاية إلى طلب الزيادة ، وهو الفقر الحاضر.

وقيل : ( الشيطان يعدكم الفقر ) أي : الحرص ، والله يأمركم بالقناعة.

وقال أبو عثمان : الشيطان يعدكم الفقر على ترك الدنيا والإعراض عنها ، والله يعدكم على ذلك مغفرة منه وفضلا.

قال محمد بن علي : ( الشيطان يعدكم الفقر ) لفقره ، ( ويأمركم بالفحشاء ) وهو عمارة داره ، ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ) وهو جزاء عمارة المآب ، وفضله وهو استغناؤه عن كل ما سواه.

قال بعضهم : ( الشيطان يعدكم الفقر ) تحذيرا للموحدين لا تفريقا للكافرين ؛ لأن الشيطان لا يدعو أحدا إلى معصيته ولا يزينها له حتى يعده الفقر فإذا خاف العبد الفقر دعاه إلى المعصية ، فإذا استحل المعصية دعاه إلى النفاق ، فإذا استحل النفاق دعاه إلى الكفر ، ولا يخاف الفقر إلا من نسي القسمة ولا ينسى القسمة من عرف الله الذي قسم لعباده ما أراد بمشيئته ، وأصل المعاصي إيقاد الشهوات وأصل النفاق التزيين للخلق ، وأصل الكفر منازعة

Page 111