Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
102

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

القدرة.

وقال سهل : الفقر أن تأخذ شيئا من غير وجهه ، وتضعه في غير حقه : ( يؤتي الحكمة من يشاء ) الحكمة : إدراك أنوار بواطن القلوب أسرار عجائب بواطن الغيوب ، والحكمة ما حفظته الأرواح من ألواح الملكوت ، تلقف العقول إلهام الأحكام من علم الجبروت ، والحكمة أدب الرباني لتهذيب خلق الإنساني ، وأيضا الحكمة معرفة الأخلاق ، وإطلاع لغيوب النفس ودقائق الشيطان والعلم بفرق حديث النفس والعدو ولمسة الملك وإرشاد العقل ، وبصيرة القلب دفعه إلهام الحق ونطق الروح ، ورمز السر وأنواع خطاب الحق ومعرفة أقدار الخلق ، ومداواة معرض الباطن ، ودفع الوسوسة والمعرفة بأحوال الخلق والمقامات ، ووقائع المكاشفات وأنوار المشاهدات وإدراك منازل المعرفة ودرجات التوحيد وما يليق بهذه الحقائق مثل معرفة دقائق الرياء ، وشك النفس ، والخطرات المذمومة ، والبلوغ إلى علم اللدني والكرامات والفراسات الخاصة ، ورؤية الغيب ، والمحادثة والمخاطبة والمكالمة مع الحق جل اسمه في أسرار الخلوات وأنوار المناجاة. ومن يؤت هذه الدرجات فقد أوتي خلافة الأنبياء والرسل ودرجة الملائكة الكرام ، وهذه منزلة الأعلى من منازل الأولياء ومرتبة العليا من مقامات الأصفياء ، وهو خير الدنيا والآخرة ، وأيضا : صرف الحكمة إدراك مراد الحق من رموز خطابه ، وامتثال ما أدركه ، والحكمة زم الجوارح ودفع الخواطر والسكون في الطوارق وفي الجملة الحكمة ما تلتفت الروح الناطقة من الحق سبحانه من خصائص الكلام والإشارات الإلهية.

والحكمة : المعرفة بأفعاله في المصنوعات والآيات ، وأيضا : شهود السر على أسرار شواهد الملكوت ورؤية غرائبها.

وأيضا : الحكمة عند العارفين ولوح السر قباب الغيب واطلاعه على خزائن الملكوت برؤية العيان إلا بالدلائل والبرهان وتحصيله علوم الربوبية بلا واسطة الشواهد ، وانشراحه باقتباس أنوار القرب وانفساخه بإدراك خطاب الخاص ، واندراجه في طرقات الصفات ، وبسطه في مشاهدة الذات ، وإذا بلغ السر مدارج الربوبية عرف مراد الحق عز وجل في مجاري أحكامه ، ورأى في الشواهد صرف الألوهية بنعت جريان القدرة ؛ لأن الحكمة في هذه المواطن من بلوغ الروح سر عين الجمع ، وهو صفة الاتحاد وأفهم الحكمة من صفة الحق سبحانه الخاصة الذاتية القدمية ، ولا تدركها إلا بشرط الاتحاد ، وإذا أراد الله تعالى أن يهدي عبدا من عباده إلى مقام الحكمة ألبس روحه تلك الصفة حتى تصير ربانية صمدية مطلعة على جميع الأشياء ظاهرا وباطنا ، وتفرست المغيبات وتدرك حقائق الأشياء بتلك الصفة الخاصة ، وهذه

Page 112