Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
100

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

قال السري : من تزين بعمله كانت حسناته سيئات ، فكيف من رأى لها قيمة ، أو طلب لها عوضا؟

ويقال : ينفقون ما ينفقون ، ثم لا يشهدون أفعالهم ولا أعمالهم.

وقيل : كيف تمنون بشيء تستقدرونه وتستحقرونه؟

وقال الجنيد : أعلمنا أن الذي يخلص له ثواب صدقته ، وينجز له ما وعده فيستحق الثواب على عمله ، من لا يمن بصدقة ، ولا يؤذي من تصدق عليه.

( قول معروف ومغفرة خير من صدقة ) القول المعروف : الإنصاف لأخيك عند رؤية مكروه منه ، الذي يهيجك بالغضب ، والمغفرة عفوك له عند قدرتك عليه خير من أن تعطيه شيئا وتؤذيه ، وأيضا : ردك السائل بقول جميل وسترك عليه ، مما ترى منه من قبيح خير من إعطائك بالمن أو وعدك مع المطل.

ويقال : إقرار منك مع الله لعجزك وجرمك ، وغفران الله تعالى على تلك المقالة خير من صدقة بالمن مشوبة ، بالأذى مصحوبة.

( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ) أي : أنفقوا لأرواحكم ما كسبتم بأشباحكم من المعاملات المقدسة عن شوائب الرياء والسمعة ( ومما أخرجنا لكم من الأرض ) أي : مما أخرجنا بمزن المعرفة عن سحاب المكاشفة ، ومزارع قلوبكم من الحكمة والعلم اللدني ، والصدق والإخلاص والرضا واليقين على المريدين لتخلصوا بذلك من مكائد الشيطان ، أي : أنفقوها لنجاة صوركم بهذه المعاني التي تخرج من بساتين صفاء أسراركم ، ( الشيطان يعدكم الفقر ) أي : يعدكم إلى قطع الرجاء عن الله تعالى في إتيان نواله منه.

وأيضا : يعدكم إلى قلة الطمأنينة ، وكثرة الشك فيما وعد الله تعالى لعباده من نفائس الألطاف وجميع الأقسام التي هي سبب حياة العباد في الدنيا والآخرة.

وأيضا : يعدكم إلى ظنون شتى في الله تعالى ، وهذا من قلة عرفان الحق والجهل بسلطانه ؛ لأن لقاء العدو يهيج سر العبد إلى الشك في الله ، وفيما وعد لعباده ، ويلجئه إلى التحير حتى يظن أن الحق سبحانه وتعالى عاجز فقير ، كما قال اليهود : ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) وهذا من وسوسة العدو ، وليس لهم بإحراز العلوم والخوف من المعدوم والجمع والمنع وكثرة التهمة ، ودفع الصدقة والفرار من القناعة ومن الغنى بالكفاية ، وغرهم بالشروع

Page 110