La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
24

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وكان العزيز قد أصر على قتل جميع الأمراء المماليك وأتباعهم ليتخلص من | شرهم ويريح القطر من أذاهم وسلبهم ونهبهم وأسر ذلك إلى حسن باشا | وصالح قوج والكتخدا فقط ، وفي صبح ذلك اليوم أسر به إبراهيم أغا ( أغا | الباب ) ، فلما سار الموكب وانفصل الدلاة ومن خلفهم من الوجاقلية | والألداشات المصرية عن باب العزب ، أمر صالح قوج عند ذلك بغلق الباب | وعرف طائفته بالمراد فالتفتوا ضاربين للمصريين ( يقصد بذلك المماليك ) وقد | انحصروا بأجمعهم في المضيق المنحدر ، وهو الحجر المقطوع في أعلى باب العزب ، | فيما بين الباب الأسفل والباب الأعلى الذي يتوصل منه إلى سوق القلعة ، | وكانوا قد أوقفوا عدة من العسكر على الحجر والحيطان فلما حصل الضرب | من أسفل ، أراد الأمراء القهقري فلم يمكنهم ذلك لإنتظام الخيول في مضيق | النقر وأخذهم ضرب البنادق والقرابين من خلفهم أيضا ولما علم الواقفون | بالأعلى المراد ضربوا أيضا ، فلما رأى المصريون ( المماليك ) ما حل بهم ارتبكوا | في أنفسهم وتحيروا في أمرهم ، ووقع منهم أشخاص بكثرة فنزلوا عن الخيول | واقتحم شاهين بيك وسليمان بيك البواب وآخرون وعدة من مماليكهم راجعين | إلى فوق ، والرصاص ينصب عليهم من كل فج ونزعوا ما كان عليهم من | الفراوي والثياب الثقيلة ولم يزالوا سائرين شاهرين سيوفهم حتى وصلوا إلى | الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة وقد سقط أكثرهم وأصيب شاهين بيك | وسقط إلى الأرض فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا ليأخذوا البقاشيش ، | وكان الباشا عندما سار الموكب قد ركب من ديوان السراى إلى بيت الحريم | وهو بيت إسماعيل أفندي الضربخانة ، وأما سليمان بيك البواب فهرب من | حلاوة الروح وصعد إلى حائط البرج الكبير فتبعه الجند بالضرب حتى سقط | وقطعوا رأسه أيضا ، وهو كثير إلى بيت طوسون باشا فقتلوهم وأسرف | العسكر في قتل المصريين ( المماليك ) وسلب ما عليهم من الثياب وقتلوا معهم | من رافقهم من طوائف الناس وأهالي البلد وكل من تزيا بزيهم وقبضوا على من | | أدرك حيا وقتلوهم في حوش الديوان واستمر القتل من صخوة النهار إلى مضى | جزء من الليل على المشاعل .

هذا ما حصل بالقلعة وأما أسفل المدينة فإنه عندما أغلق باب القلعة وسمع من | الرميلة صوت الرصاص وقعت الكبسة في الناس واتصلت بأسواق المدينة وأغلق | الباعة حوانيتهم وانتشرت العساكر إلى بيوت الأمراء المصريين ومن جاورهم | كالجراد ونهبوها نهبا بليغا حتى حلى النساء ، وركب الباشا ضحوة ثاني يوم | ونزل من القلعة بموكب حافل ومنع النهب ودخل بيت الشرقاوي وجلس عنده | ساعة لطيفة ، وكذا ابنه طوسون دخل البلد ومنع العسكر من الإفساد والنهب | وأرسل الباشا إلى القرى والبلدان بضرب عنق من وجدوه بها من الكشاف | التابعين للمصريين ( المماليك ) فضربت أعناقهم ومات في هذه الواقعة نحو الألف | ما بين أمير وكاشف وجندي وكانوا يحملونهم على الأخشاب ويرمونهم عند | المغسل بالرميلة وقد جردوهم من ثيابهم وألقوهم بحفرة من الأرض ، قيل إنها | بقرة ميدان ، ولم ينج من الألفيين إلى أحمد بيك زوج عديلة هانم فإنه كان غائبا | بناحية بوش وأمين بيك تسلق من القلعة وهرب إلى ناحية الشام ، وممن قتل من | مشاهيرهم شاهين بيك كبير الألفية ونعمان بيك وحسين بيك الصغير ومصطفى | بيك الصغير ومراد بيك الكلارجي ومرزوق بيك بن إبراهيم بيك ( انتهى | ملخصا ببعض تغييرات ) وكان موتهم رحمة للعباد وعمارة للبلاد وأمنت بعدهم | السبل برا وبحرا .

أما ما تواتر على الألسن من أن أمين بيك عندما حصلت المذبحة هم بجواده | فوثب به من فوق السور لجهة الميدان فقتل جواده وسلم هو فقط فذلك أمر | مبالغ فيه إن لم يكن محض اختلاق .

Page 55