La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
169

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وفي يوم 14 أغسطس بلغ خبر هذه المعاهدة رسميا إلى محمد علي باشا وأتت | إليه بعد ذلك قناصل الدول الأربع المتحدة وعرضوا عليه باسم دولهم أن تكون | ولاية مصر له ولورثته وولاية ( عكا ) له مدة حياته وأمهلوه 10 أيام لإعطاء | جوابه ، فطلب منهم كتابة بذلك فلبوا طلبه ، ثم في اليوم التالي أفهموه أن فرنسا | لإعطاء لا يمكنها مساعدته قط لتصميم الدول على تنفيذ ما اتفقت عليه ولو أدى ذلك | إلى حرب أوربي لكنه أصر على عدم القبول والدفاع عن حقه إلى آخر رمق من | حياته . وفي يوم 26 أغسطس الذي هو غاية الميعاد المعطى له حضر إليه القناصل | ومعهم مندوب الدولة وأخبروه أنه لا حق له الآن في ولاية ( عكا ) ، وأن الدول | لا تسمح له إلا بولاية مصر فقط له ولذريته فاحتد عليهم غضبا وطردهم من | عنده قائلا لهم كيف يجوز أن أسمح لكم بالمقام في بلادي وأنتم وكلاء أعدائي في | هذه الديار ، فانصرفوا وأعطوه عشرة أيام أخر لإبداء جوابه بحيث أن لم يجاوب | تكون الدول غير مسئولة عما يحصل له من الضرر وبعد انقضاء هذه المدة بدون | أن يصل إليهم جوابه كتب القناصل بذلك إلى سفراء الدول بإسلامبول | | فاجتمعوا عند الصدر الأعظم وقرروا بإتحادهم أخذ مصر والشام من محمد علي | باشا .

وفي أثناء هذه المدة كانت فرنسا ، إتباعا لرأي المسيو تيرس ، تستعد للقتال | مساعدة لمحمد علي باشا ولكن لسوء حظ الأمة المصرية كانت هذه | الإستعدادات غير كافية ولا تتم إلا بعد ستة أشهر لعدم وجود السلاح | والذخائر الكافية للحرب ، لا سيما وأن فرنسا تكون في هذه الحالة مقاومة | لأكبر دول أوربا ولما تحقق أهالي فرنسا أن حكومتهم لا تقوى على مساعدة | محمد علي باشا فعلا بعد أن جرأته على المقاومة ووعدته بالمساعدة هاج الرأي | العام على الموسيو تيرس المعضد لهذه السياسة ، التي عادت على مصر بالضرر | العظيم ، حتى التزم بالإستعفاء في يوم 29 أكتوبر سنة 1840 لكن لم يجد | استعفاؤه لمصر نفعا لوقوعها بمفردها أمام أربع دول من أعظم الدول شأنا | وأعلاهم مكانة وأكثرهم قوة إذ أرسلت فرنسا أوامرها لدونانمتها أولا | بالإنسحاب إلى مياه اليونان ثم بالعودة إلى فرنسا وترك مصر والشام لمراكب | انكلترا تحرق موانيها بمقذوفاتها الجهنمية وكان رجوع الدونانمة الفرنساوية | في 9 أكتوبر سنة 1840 أي قبل استعفاء المسيو تيرس بعشرين يوما . |

إطلاق المدافع على موانئ الشام :

Page 202