La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
170

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

هذا ولم تشترك الدول الأربع في محاربة محمد علي باشا بل قامت انكلترا | وحدها بهذا العمل وساعدتها النمسا والدولة العلية ببعض من مراكبها | وعساكرها البرية للنزول إلى البر إذا أقتضى الحال ذلك ، وأما دولة البروسيا فلم | يكن لها مراكب إذ ذاك والروسيا لم ترد الابتعاد عن القسطنطينية ولما وصل إلى | سليمان باشا بلاغ الكومودور نابير وعلم بمنشوراته للأهالي أعلن في الحال بجعل | البلاد تحت الأحكام العسكرية وذلك خوفا من قيام الجبليين إتباعا للإنكليز ، | وأدخل في مدينة بيروت العدد الكافي من الجند وأرسل لإبراهيم باشا أن يحضر | | إليه بجيشه الذي كان معسكرا بقرب مدينة ( بعلبك ) ليشتركا في المدافعة عن | موانئ الشام فوصل إبراهيم باشا إلى بيروت وعسكر في ضواحيها وفي أوائل | شهر سبتمبر سنة 1840 وصل الأميرال ( ستوبفورد ) الذي كان يجول بمراكبه | أمام الإسكندرية إلى مياه بيروت ليشترك مع ( الكومودور نابير ) في إطلاق | المدافع على موانئ الشام وفي 10 منه وصلهما العساكر البرية وكانت مؤلفة | من ألف وخمسمائة من البيادة الإنكليزية وثمانية آلاف بين أتراك وأرنؤد .

وفي يوم 11 منه أنزلت هذه العساكر إلى البر في نقطة تبعد نحو ستة أميال في | شمال بيروت ولم يتمكن إبراهيم باشا من منعهم لوجود هذه النقطة تحت حماية | المدافع الإنكليزية وفي ظهر ذلك اليوم وبعد نزول هذه العساكر إلى البر أرسل | إلى سليمان باشا بلاغ من الأميرالين الإنكليزي والنمساوي بأن يخلى مدينة | بيروت حالا فطلب منهم مسافة أربع وعشرين ساعة كي يتداول مع إبراهيم | باشا في هذا الأمر الجلل ، فلم يقبل طلبه وابتدئ في إطلاق المدافع على المدينة | واستمر الإطلاق حتى المساء وابتدئ أيضا في اليوم التالي قبل الفجر ولم ينقطع | إلا بعد هدم أو حرق أغلب المدينة وأحرقت كذلك كل الموانئ الشامية قصد | استخلاصها من محمد علي باشا وإرجاعها إلى الدولة العلية كما كانت ، مع أن | محمد علي باشا لم يأت بأمر يدل على رغبته في الخروج من تحت ظل الراية | العثمانية بل لم يزل مؤكدا إخلاصه وولاءه للدولة ولم يطلب إلا بقاء هذه | الولايات له ولذريته مع تبعيتهم للباب العالي ودفعهم الخراج له اعترافا ببقاء | تلك التبعية ولولا تقلب الأحوال بينه وبين السلطان لتم بينهما الإتفاق على | أحسن وفاق وحقنت دماء العباد ويدل على رغبة الطرفين في ذلك إرسال | الباب العالي ساريم بك أولا وعاكف أفندي ثانيا إلى محمد علي باشا لحل هذه | المسألة .

Page 203