La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
156

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ولا يخفى ما ترتب على هذا النصر من الفوائد الجمة كتوطيد ملك محمد | على باشا في بلاد الشام وبلاد الجزيرة وإيقاع الرعب في قلوب سكان تلك | الجهات الذين كفوا عن أثارة الخواطر وبث الدسائس لتحققهم عدم قيام الدولة | العلية بمساعدتهم ، وكان عقب هذه الواقعة موت السلطان محمود خان الثاني | فتوفي في يوم 19 ربيع الآخر سنة 1255 الموافق أول يوليو سنة 1839 . | ولما مات وحضر الأطباء لتشخيص مرضه الذي كان سببا لموته اختلفت | آراؤهم فيه فمنهم من قال أنه توفي بداء السل الرئوي ومنهم من قال أن موته | | مسبب عن اضطراب عصبي ومنهم من قال غير ذلك ، وكان له من العمر أربع | وخمسون سنة ومكثت خلافته إحدى وثلاثين سنة ، وخلفه على الملك بعده ولده | السلطان عبد المجيد خان الأول وكان عمره إذ ذاك 17 سنة . هذا وبعد أن | أتاح الله النصر لإبراهيم باشا توجه بنفسه للاستيلاء على المعسكر المحصن الذي | كان قد أقامه الأتراك في ( بلا جيك ) على ضفة الفرات اليمنى ووجه قواده | لاحتلال ملطيه وقونية ثم سافر في 27 الشهر ليحتل مدينة ( عين تاب ) التي | فتحت أبوابها للأتراك ، فوصلها وبعد أن احتلها بدون مقاومة وعفا عن مشايخها | سافر إلى مدينة قيصرية ليريح عساكره ويتقدم لفتح بلاد الأناضول .

وفي 29 منه وصل إليه الموسيو ( كابي ) وكان قد أرسله المارشال ( سولت ) | وزير فرنسا الأول إلى محمد علي باشا ونجله إبراهيم باشا ليخبرهما بأن أوربا | جميعها حتى فرنسا عازمة على منع القتال بينه وبين الباب العالي وحسم الخلاف | الواقع بينهما بالطرق الحبية السلمية وكان سفره من باريس في 28 مايو سنة | 1839 ووصوله إلى الإسكندرية في 13 يونيو فقابل محمد علي باشا وأخبره | بالمأمورية التي كلف بها وطلب منه أمرا لولده إبراهيم باشا بعدم الإبتداء | بالحرب وبعدم اجتياز جبل ( طوروس ) لو حصل الحرب قهرا عنه وانتصر هو | فيه ، فأجاب إلى ذلك محمد علي باشا ظانا أن فرنسا كما أنها تلزمه بعدم الحرب | لابد أن تساعده لو تعدى الباب العالي عليه وأعطى الموسيو ( كابي ) الجواب | المطلوب فسافر إلى اسكندرونة ومنها إلى حلب مستبشرا بنجاح مأموريته ولكن | لسوء حظه لما وصل حلب بلغه خبر انتصار إبراهيم باشا في ( نصيبين ) فسافر | لوقته إلى هذه الجهة ليمنعه عن اجتياز جبل ( طوروس ) فلم يجده فيها فاستفهم | عنه فقيل له أنه قام لتتميم انتصاره باحتلال مضايق الجبل وأنه وجه قواده | للإستيلاء على مدينتي ( قونية ) و ( ملطية ) الواقعتين فيما وراء الجبل .

Page 188