La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
155

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ولما وصل الجيش المصري بتمامه إلى الجناح الأيسر لم ينتظر إبراهيم باشا | تجمع العسكر المعينين للهجوم ، بل هجم مع قليل من الجند على الجيش التركي | ليكون أول من دخل معاقلهم واحتل حصونهم ولكن لما كان المصريون المهاجمون | قليلين والجيش التركي كثيرا وناره قوية وقع الرعب في قلوب المهاجمين وامتنعوا | عن التقدم ومازال إبراهيم باشا يهددهم ويحثهم على الإقدام فلم يقبلوا بل | قفلوا عائدين . وكانت هذه أول مرة تقهقر فيها المصريون أمام الأتراك ولا لوم | عليهم في ذلك بل على قائدهم حيث لم يتأن وخاطر بحياته وجنده حبا في نوال | الشرف ، ولما رأى سليمان باشا تقهقر الجند صوب عليهم نيران مدافعه حتى | ألزمهم التقدم إلى الأمام مفضلين الموت مع الشرف على الحياة مع الخزى | والتلف خصوصا إذا كان الموت محققا في كلتا الحالتين ، وبذلك تمكن إبراهيم | باشا من أن يحارب ويناضل إلى أن وصل الجيش بأجمعه واشترك مع المقدمة في | الهجوم ولما اشتدت نار الوغى تزعزع الجناح الأيسر العثماني وأخذ في القهقري | | وابتدأ الأكراد بالهرب ، ولم يلبث باقي الجيش أن حذا حذوهم وولى الكل | الأدبار والتجؤا إلى الفرار وقتل في هذه المعركة خالد باشا أحد قواد الدولة | العلية المشهورين وأركان حربه المدعو إبراهيم بك الذي تخرج في مدارس فرنسا | الحربية لأنهما لم يتركا مكانهما حتى قتلا .

وأما الضباط الألمانيون وحافظ باشا ومن معهم من بقية الجيش فتقهقروا على | غير نظام مسرعين بالفرار إلى مدينة مرعش ، فعند ذلك اقتفى المصريون أثرهم | وأبلوا فيهم بلاء حسنا ثم عادوا إلى المعسكر التركي فوجدوه على حالته حتى | أن بعض الضباط الألمانيين ومنهمم البارون ( دي مولتك ) تركوا ملابسهم | وأوراقهم وغنم المصريون كل ما في المعسكر من خيم ومؤن وذخائر ومن | المدافع 166 ومن البنادق 20 ألف وقتل في هذه الواقعة 4000 عثماني ومن | المصريين كذلك تقريبا ، لكن قتل المصريون من الأتراك في حال تتبعهم لهم ما | يبلغ خمسة أسداسهم فقد قال البارون ( دي مولتك ) في كتابه على الشرق أن | فرقة بكير باشا التي كان يبلغ عددها 5500 لم يبق منها إلا 350 نفسا وأن | فرقة محمود باشا لم يبق منها إلا 75 نفسا وأما السواري فلم يقتل منهم إلا | القليل لأنهم بادروا بالهرب ابتداء ، فأرسل إبرهيم باشا لوالده يبشره بهذا الفوز | العظيم الذي خلص مصر وأنقذها من التهديدات التي كانت تتوارد عليها ومما | زادها شرفا أنها قاومت رجال الدولة العلية .

Page 187