ذكر خروج مولانا السلطانفي هذه السنة إلى الشام المحروس
وفي هذه السنة رسم مولانا السلطان - خلد الله ملکه - بحضور عساكره جميعا، وجمعها من البلاد. وسير سلاح داریته لإحضارهم، فحضروا من كل صوب، وقدم خيرة الله، وركب من قلعته في يوم الأحد ثامن جمادى الأولى، وخيم بباب النصر ورحل منه في يوم الخميس ثانی عشره. واستقر مولانا السلطان الملك الصالح في تدبير أمور الديار المصرية، ومباشرة أمورها الجزئية والكلية، وفي خدمته نائبا عن السلطنة المعظمة الأمير زين الدين كتبغا المنصوري.
فلما وصل إلى غزة وردت الأخبار بأن الملك أحمد مات، وقوم يقولون: أسر، وأن ارغون اتفق معه جماعة المغل على إمساك أحمد وخلمه من الملك، وأن فرقة تقدير أربعة آلاف فارس حضرت مقفرة من التار طالبين الشام المحروس. فأرسل مولانا السلطان العنان إلى دمشق المحروسة في تاريخ يوم السبت ثانی جمادى الآخرة. فيرى الناس على المادة في السرور بقدومه، وباشر كلهم يكون المصلحة في تقديمه وكان في ابتدائه إحضار رسل الملك أحمد، وهم الشيخ عبد الرحمن وصمداغو، فأحضرهم وقد صح عند مولانا السلطان موت الملك أحمد مرسلهم. هذا ولم يعطوا به ولا وصلهم خبر عنه، و بقى كل من يحضر إليهم يمسك و يحضر إلى أبواب مولانا السلطان وهم لا يعلمون وتؤخذ الكتب وتقرا وهم لا يفهمون.
صفحه ۶۸