ولما كثرت المقاولات بين الملك أحمد و بين أرغون وتطاول ارغون إلى أنه يثور على الملك أحمد سير، الملك أحمد عسكرا كبيرا نحوا من أحد عشر ألف مقاتل وقدم عليه المسمي بعلي ناق أحد خواص الملك أحمد، فقصدوا أرغون، ونزلوا قريبا منه. فركب أرغون و كبسهم قتل منهم ألفي راكب، و بالغ ذلك الملك أحمد، فركب في أربعين ألف راكب، وقصد جهة خراسان فالتقى هو وأرغون، فقتل من عسكر ارغون أكثر من النصف، وأكثر من فعل ذلك الأكراد اللور. وضربت البشائر في بلاد العجم. ووصلت زوجة ارغون وولده وخواتین کثيرة للدخول على الملك أحمد. ورد الملك أحمد طالبا جهة توريز، فوصل إلى أهرورای يكون م يومين من توريز. وكان أحمد لما انتصر أمسك خمسة من الأمراء في المصاف وقررهم، فاعترفوا بأن أرغون طلب العبور إلى إياخان فمنعته جماعة من أصحاب الملك أحمد، ومنعوا أرغون من الدخول في طاعة أحمد فأمسك أحمد اثني عشر أمیرا من كبراء المغل وقيدهم وسلسلهم. فعند ذلك قام المغل على الملك أحمد وجاهروه. واختلفت الأخبار. فمن النصحاء من يقول: إن أحمد قتل، ومنهم من يقول: إنه هرب هو وصاحب الديوان، ثم أخذ واحضر ارغون فقتله، وقتل صاحب الديوان. ولا شك في أن الملك أحمد قتل حقيقة. واستبد أرغون بالأمر، وأمتلأت بلاد ماردین وغيرها بالمنكسرين من أصحاب أحمد. وساق أرغون المسمي بعلي ناق، وأحرق بيت والدة الملك أحمد، وهي قتوخاتون وهي فيه. وقيل: إن الملك أحمد قتل في دعوى كان المغل اجتمعوا فيها وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وستمائة. واستقل ارغون بالملك مع قلة مال ورجال. ويقى حوشکب أخو أحمد في بلاد الموصل والجزيرة بمائتي فارس لا غير ولا يزالون مختلفين أبدا إن شاء الله، يقتل البعض منهم البعض، حتى يطهر الله منهم الأرض. والله يجعل كل عدو لمولانا السلطان هالكا، ويجعل اسمه أينما كان مباركا.
صفحه ۶۲