وورد إلى مولانا السلطان مترجم من أكبر المطلعين على بواطن القوم، مضمونه: أن الاختلاف شمل العدو، وتفرقوا شذر مذر، وأن أحمد جرت بينه و بين أرغون مصافات. وآخر الأمر أن عليا المعروف بناق أمسك أرغون وأحضره إلى أحمد. فتركه في خيمة ووكل به في كل ليلة عشرة آلاف فارس تحرسه. وثم أمير يقال له بربغا وهو كبير عندهم. وكان احمد قد جعله رأس العسكر. وكان أحمد في بعض الأيام قد قال له في وقت: لا بد وأن أقطع رأسك، فبقيت هذه الكلمة في قلب هذا الأمير. فلما أمسك أحمد أرغون وجعله في الخيمة ووثق بالانتصار عليه، وأنه قد وقع في يديه، ركب في مائة فارس و ترك العسكر و إخوته وأرغون في المكان الذي أمسكه فيه. وطلب اردو أمه فرحا بالنصرة، ففكر ذاك الأمير في كلام أحمد له، وعمل هذا الكلام في خاطره. فركب إلى حوشکب، وقال له: أنا مملوك بيت ألقان وما أنا لكم بخائن. واعلم أن الملك أحمد قد جعل أمر العساكر إلى. ولما ركب إلى أمه تقدم إلى وقال: كلما رحلت مرحلة أقتل من القوم واحدا وأدفنه موضعه، حتى لا تخلى من الإخوة أحدا حتى تصلوا إلى عندى. فقال له حشکب: « أحقا ما تقول ؟ فقال: هذا كلام أخيك، وإنما أتم ما تصدقون حتى تموتوا ». فسير حوشكب طلب أرغون في تلك الساعة فامتنع وقال: « ما طلبني إلا ليقتلني. فحلفوا له أنه ما طلبه إلا لشغل. قحضر أرغون إلى حوشكب. فلما حضر إليه ركبه خلفه على فرس تحته، وانعزل عن الناس وحدثه الحديث الذي قاله له ذلك الأمير. وقال « ياعمي: أنا مالی جواب ولا كلام أنا الساعة أسيركم والأمر إليكم. ثم سير حوشکب وراء قرانوقای، وهولاجو، و بایدو، وأولاد القان، كلهم وعملوا مشورا على أن كل واحد منهم يمضى إلى امير يقتله. فراح أرغون إلى بيت علي ناق فقتله.
صفحه ۶۳