ذكر إمساك بطرك الحدث من بلاد طرابلس
اتفق أن في بلاد طرابلسي بطلر کا عتا وتجبر و إسطنال وتكبر وأخاف صاحب طرابلس وجميع الفرنجية، واستقوى أهل تلك الجبال وأهل تلك الأموية من ذوي الضلال. واستمر أمره حتى ده كل مجاور. يتحصن في الحدث وشمخ بأنفه، وما قدر أحد على التحيل عليه من بين يديه ولا من خلفه. ولولا خوفه من سطوة، ولانا السلطان الحرب تلك البلاد، وفعل ذلك أو كاد. فاتفق أن النواب ترصدوه مرارة فيا وجدوه. فقصده التركمان في مكانه وتحيلوا عليه حتى أمسكوه وأحضروه أسيرا حسيرا. وكان من دعاة الكفر وطواغيهم واستراح المسلمون منه وأمنوا شره وكان إما که فتوحا عظيمة أعظم من افتتاح حصن أو قلعة وكفى الله مكره.
ذكر ما فعله الله في صاحب قبرص
وكيف أمكن الله منه ومن أصحابه .
كان لصاحب قبرص في عكا آمال وأنه سيحضر إلى بلاد الساحل و ينصره مولانا السلطان على أهل عكا. فلما انعقدت الهدنة بين مولانا السلطان و بين أهل عكا بقي ذلك في خاطره. فاستصحب مجموعه وحضر، فاتفق أن الربح رمته إلى جهة بیروت)، فرج منها وقصد غارة على تلك الجهات، وبلغ مولانا السلطان رکو به في البحر، فسبق إلى النواب بحفظ الأماكن جميعها عليه، كان الله قد کاشفه بذلك. فاهتموا بأمره، وحفظوا عليه كل مكان. فلما حصل في جهة بيروت كمن له في جبل الخروب، فقتلوا من جماعته وأسروا ثمانين بطلا. وأخذوا شيئا كثيرة له من مال وخیل و بغال ولولا أنه ركب البحردکان أ أو قتيلا، وتوجه إلى صور مذعورة، وكان ذلك أكبر الأسباب في موته وعلا که بغير ذلك، وأراح الله البلاد والعباد منه ومن شره.
صفحه ۴۷