============================================================
سلمة، وذكروا مثالبهم وقبح مذاهبهم . فقتل من فى العسكر من بنى سلمة : وتقبض بهلول بن مرزوق على الكراع والأموال . وقصد مدينة وشقة فدخلها وملكها ودان له أهلها . وكذلك دخل سرقسطة وملكها على ما تقدم ذكره فى ثوار سرقسطة، وملك أيضا طرطوشة وما والاها من الثغر وذكر أنه انتهى بولايته مدينة طليطلة . ثم رماه الله بخلف بن راشد فقتله على ما سنجلبه إن شاء الله: خلف بن راشد: ولما كانت سنة ست وثمانين ومائة ثار خلف بن راشد بن آسد على بهلول ابن مرزوق وكان خلف بن راشد هذا من أهل حصن انتسر من عمل بربطانية واتصل ببهلول بن مرزوق وتصرف فى خدمته . وكان جميلا حازما لسنا نبيلا .
ووفده بهلول بن مرزوق، لخلاله هذه وثقته به، إلى صاحب الدار وعظيمها مرارا، وعقد بيها صلحا. ورأى صاحب الدار فى خلف بن راشد هذا آدبا ودهاء، فخاطب بهلولا منتصحا ومشيرا عليه بقتل خلف، فجاوبه بهلول انه تربيتى، وغذى نعمتى، وليس بقلبى منه خوف فجاوبه صاحب الدار انى قد آديت ما التزمته من ذمام صحبتك، ولم آلك نصحا فأنت وما تراه ثم إن خلفا لم يزل يعظم شأنه * وتميل أعناق الرجال إليه ، وبهلول يذكر فى خلال ذلك ما أشار به عليه عظيم الدار ، إذ انصرف يوما من بعض مخارجه، فقالت له زوجته : ما رأيت اليوم فى عسكرك أجمل من خلف بن راشد ولا أحسن مكلا ومركبا . فأحفظه قولها وأوغر صدره ، إلى ما تقدم من إشارة عظيم الدار عليه فيه . فأمر به وألقيت الكبول فى رجليه، وأرسله مع ثقة من سله فى خمسة وعشرين فارسا إلى عظيم الدار. فبيناه فى عماره الهشه الذى
صفحه ۷۵