أن يدخل بسلاحه فمد الوزير بختك يده لينزع منه السيف دون أن يكلمه بكلمة فجفل الأمير من ذلك وامتنع عن تسليم السيف وقال في باله لابد من أن تكون غاية الفرس رديئة يريدون أن يأخذوا سلاحنا ليبطشوا بنا وقد أخبرني النعمان باحتقارهم العرب . ثمرز 2 مد بختك يده ثائية ليأحذ السيف وأشار إليه أن يسلمه إياه فزاد حنق الأمير وتكدر من عمله وصاح إني لا أسلم سيفي لاحد قط ثم رفع يده وضرب الوزير كفا على صفحة خمده من قلب محروق منه سمع له صوت وعوي بختك كما تعوى الكلاب ووقعت أضراسه وأسنانه وسال الدم من فمه وتأم جدا وني الخال وضع بختك يديه على ده ودخل متألما متوجعا وأما الأمير حمزة فإنه صاح في الحجاب وقال كل من يدنو منكم إلي أعدمته الحياة وتركته ممدا على الأرض ونظر إلى الملك النعمان فرآه قد نزع سيفه فصاح به وقال له البس سيفك فلا تنزعه فإن الفرس يقصدون لنا شرا فقال له إن هذه من العوائد عندهم أن لا يدخل أحد بسيفه وسلاحه إلى بين يدي الملك قال أنا لا أعرف٠هذه العادة ولا بيني وبين كسرى شرط عليها فإن أعجبه أن أدخل بسيفي دخلت وإلا رجعت من حيث أتيت وسمع كسرى من الداخل الصياح ورأى وزيره ببختك على تلك الحالة فانبهر وخاف أن يكون أحد أغاظ الأمير فسأل عن الخبر فقيل له أن حمزة لا يدخل إلا بسيفه وقد أراد الوزير نزع السيف منه فضربه على وجهه صفعة كادت تعدمه النحياة وقد ذهب بثلث عمره وأضاعت منه أسنانه فالتفت وزيره بزرجمهر وقال له أسرع إلى الأمير وأدنخله بسلاحه ومن معه فيا من خخوف منهم وإلا أوقع بالعساكر وجرى بيئه وبين العجم أمر مكدر فجاء الوزير إلى خارج الإيوان فوجد حمزة عند الباب والناس قد تفرقوا من حواليه وخخافوا منه كل الخوف فدنا منه الوزير وقال له ادخل يا حمزة بسيفك ولا تلم:أحدا سواي لأني نسيت أن أخبرك بذلك أو أخذ الإذن لك بالدخول فلا يعترضك أحد قال أنا لا أفارقق سيفي قط ولو وقع الشرط بيني وبينكم منذ الأول ما دخلت هذه البلاد وما أخل السلاح إلا دليل على سوء الظن وأن يقصد الملك أو رجاله أن يجردونا من سلاحنا ثم ييجموا غلينا فيقتلونا فمسكه الوزير من يده وأدخله وهو يقول له حسدا جازيت بختك فهر يستحق أكثر من ذلك فقال له أكد يا سيدي أنه طالما وقعت عيني عليه جفل قلبي منه وكنت أريد أن أقتله في الحال غير إني عرفت أن كسرى يحبه وقد قدمه عليك فلم أرض أن أغيظه لكن لابد من قتله .
ولا دخل على كسرى وشاهده وهو على تلك الهيئة والجمال وقعت محبته في قلبه صبر عليه إلى أن قرب منه وقبل يديه فنزل ل قليلا عن عرشه وقبله وشكره على فعله وأمر أن يقدم له كرسي إلى جانبه فجلس وهو مسرور من معاملة كسرى له ثم التفت إلى يمينه فرأى الوزير بختك جالسا وقد ربط حنكه بمنديل وقد سمن وورم فعرف أن لابد أن
34
صفحه نامشخص