إليه ليأتيه به فقال حمزة إن لا أضيع لك تعبا ومن الواجب أن أسير بخدمتك إلى ديوان الملك كسرى حتى أراه وأسلم عليه فقال الملك النعمان إن ذلك لا يوافق وقد يحصل منه سبب وربما تخرب لأجله المدائن ويقع ما ليس في الحساب فقال حمزة وكيف ذلك قال أعلم أن العجم متكبرون ولا يعاملون العرب إلا معاملة المزؤ والسخرية فإذا دخلنا المدينة على مثل دعوة الملك أو إذا جلسنا في ديوانه فلابد من أن أحدهم يضحك علينا ومنا وإني أعرف ذلك وقد وقع معي مرارا فا أصبر عليه حتى أن أن صغيرهم كان يضحك علي كأني موضوع للهزؤ إلا أنك إذا شاهدت أنت ذلك ووقع عليك أو على أحد أتباعك لا تصبر عليه فتلتزم إلى إشهار السلاح ويقع بيننا وبين الاعجام ما يكدرنا ويغيظنا ويغيظ الملك أيضا فاذا شاء الملك كسرى ومنع قومه من استعمال هذه العادة التي اعتادوا عليها ومن تجاسر عليها قتلناه فلا يطالبنا أحد بدمة دخلنا وإلا فاننا لانرى كسرى ولا مواجهته وقد حان الزمان الموافق لقيام شرفنا ومنع ذلنا من هذه الطائفة التي احتقرت عباد الله وكرمت عباد النيران من أبناء جنسهم فسلم له بزرجمهر بذلك وقال له أصبت به ومن الواجب أن تسعوا في كل ما به راحة العرب ورفع شأنهم فقال الأمير حمزة لما كنت تعرف ذلك يا سيدي فلم أتيت إلينا قبل أن تقرر هذه الحالة قال إن مولاي الملك أمرني ولا أقدر , على تخالفة أمره وإلا فيغضب مني وحيث قد أبديتم ذلك فإني أبلغه إياه ومن ثم رجع الوزير عائدا إلى المدينة فدخلها وقدم إلى كسرى فسأله عن الأمير حمزة فأخبره بكل ما كان من أمره وأمر النعمان وقال له إن هذا الأمير حر الضمير لا يقدر أن يصبر على إهانته فإذا رأى سببا بحط من شرفه جرد سيفه وفعل العجائب في من أهانه وبذاك خاف من أن يبد من قومنا سوء معاملة بحقه فيلتزم إلى نقص محبتنا ومن ثم تنقلب بيننا وبينه الاحوال ونلتزم عوض أن نعامله بالاكرام أن نمنع شره فقال الملك كسرى لقد أصاب في هذا فإذا وقع من أنحد' في حقه ما يغيظه جازيته بالقتل ولذلك أريد منك أن تبعث مناديا ينادي بكل أسواق المدينة وشوارعها أن من لا يبدي الاستحسان من اعمال الأمير حمزة أو أحد أتباعه أو من يظهر سوء أدب أو ضحك من قبيل الحزؤ والاستخفاف يكون دمه مباح فإذا م. يقتله حمزة يقتله الملك ففعل بزرجمهور كل ما أوصاه به الملك حتى بلغ الخبر الكبير والصغيز وبعد أن انتهى من كل هذه الأمور بعث الوزير برسله إلى الملك النعمان والأمير حمزة يخبرهما بما كان من أمر كسرى وكيف نشر إعلانه بكل المديئة ولذلك ما من بأس من إتيانه| إلى داخخل المدينة إجابة لدعوى كسرى أنوشروان .
وشاع في كل البلدان أن الأمير حمزة سيدخحل المديئة باحتفال مع رجاله لأجل دعوة الملك فجاءت الناس افواجا نساء ورجالا وما ذلك إلا كون المنادي كان وسيلة لتشويقهم إلى الفرجة في تلك المرة مع أنه دشل قبل ذلك دون أن يفكر أحد بالاتيان إليه إلا الأعيان
9
صفحه نامشخص